البخاري في صحيحه : عن ابن عبّاس ـ ونقل الحديث المشهور ، وهو ـ أنّ ) (١) رسول اللّه صلىاللهعليهوآله لمّا حُضِرَ وفي البيت رجال فيهم عمر بن الخطّاب ـ وفي رواية : لمّا اشتدّ بالنبيّ صلىاللهعليهوآله مرضه الذي مات فيه (٢) ـ ، قال : «هلمّوا ، أكتب لكم كتاباً لن تضلّوا بعده» (٣) ، وفي رواية : «بعدي» (٤) ، وفي اُخرى : «ائتوني بكتف ودواة» (٥) بدل «هلمّوا» .
فقال عمر : إنّ النبيّ صلىاللهعليهوآله قد غلبه الوجع ، وعندكم القرآن ، فحسبنا كتاب اللّه ! فاختلف أهل البيت واختصموا ، فمنهم من يقول : قرّبوا يكتب لكم النبيّ صلىاللهعليهوآله كتاباً لن تضلّوا بعده ، ومنهم من يقول ما قال عمر .
فلمّا كثر اللَغَطُ والاختلاف عنده صلىاللهعليهوآله قال : «قوموا عنّي» (٦) .
أقول : قد ذكر الآمدي (٧) أيضاً مثله (٨) .
__________________
(١) ما بين القوسين لم يرد في «م» .
(٢) انظر : صحيح البخاري ١ : ٣٩ ، صحيح مسلم ٣ : ١٢٥٧ / ١٦٣٧ .
(٣) صحيح البخاري ٦ : ١١ ، دلائل النبوّة للبيهقي ٧ : ١٨٣ ، الجمع بين الصحيحين ٢ : ٩ / ٩٨٠ ، الشفا للقاضي عياض ٢ : ٤٣١ .
(٤) صحيح مسلم ٣ : ١٢٥٧ / ١٦٣٧ ، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ٢ : ٥٤ ـ ٥٥ ، نصب الراية ٣ : ٤٥٥ .
(٥) صحيح مسلم ٣ : ١٢٥٩ ، ذيل الحديث ١٦٣٧ ، الكامل في التاريخ لابن الأثير ٢ : ٣٢٠ ، بتفاوت يسير .
(٦) صحيح البخاري ١ : ٣٩ ، و٦ : ١١ و٩ : ١٣٧ ، الملل والنحل للشهرستاني ١ : ٢٢ .
(٧) هو عليّ بن أبي عليّ بن محمّد بن سالم التغلبي ، يكنّى أبا الحسن ، الملقّب سيف الدين الآمدي ، كان في أوّل اشتغاله حنبلي المذهب ، ثمّ انتقل إلى مذهب الشافعي ، وله كتب ، منها : أبكار الأفكار ، ورموز الكنوز ، ودقائق : الحقائق ، ولد سنة ٥٥١ هـ ، ومات سنة ٦٣١ هـ .
انظر : وفيات الأعيان ٣ : ٢٩٣ / ٤٣٢ ، سير أعلام النبلاء ٢٢ : ٣٦٤ /٢٣٠ ، ميزان الاعتدال ٢ : ٢٥٩ / ٣٦٤٧ ، الوافي بالوفيات ٢١ : ٣٤٠ / ٢٢٣ ، شذرات الذهب ٥ : ١٤٤ .
(٨) حكاه عنه الجرجاني في شرح المواقف ٨ : ٣٧٦ .