يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية» (١) ، وأمثاله من الروايات الكثيرة الصريحة (٢) .
وقد أوضحنا تحقيق هذه المسألة ، وبيّنّا أنّ كلّ واحد من التوحيد والنبوّة والولاية لا ينفع بدون الآخَرين في تفسير مرآة الأنوار (٣) ، وسيظهر من تضاعيف هذا الكتاب أيضاً .
فما ذكره الأكثر من أنّ الفرقة الناجية هي التي لا تعذَّب أبداً ، وأنّ فيما سواها من يعذّب غير مخلّد ، ليس بموجّه في الجزء الأخير وإن أمكن توجيه الجزء الأوّل ، بل ما قال بعض العامّة من عدم خلود كلّ مقرّ بالشهادتين (٤) باطل ، حتّى أنّ أحاديثهم صريحة في كفر مبغضي آل محمّد صلىاللهعليهوآله (٥) .
ثمّ إنّ الشهرستاني ذكر في توجيه ما تضمّنته الروايات ـ كما مرّ ـ من كون الحقّ والنجاة في واحدة : أنّ الحقّ من القضيّتين المتقابلتين في واحدة ، ولا يجوز أن يكون قضيّتان متناقضتان متقابلتان على شروط التقابل إلاّ وأن تقتسما الصدق والكذب ، فيكون الحقّ في إحداهما دون الاُخرى . ومن المحال الحكم على المتخاصمين المتضادَّين في اُصول المعقولات بأنّهما محقّان صادقان ، وإذا (٦) كان الحقّ في كلّ مسألة عقليّة واحداً ، فالحقّ
__________________
(١) المناقب لابن شهرآشوب ١ : ٣٠٤ .
(٢) انظر : بحار الأنوار ٢٣ : ٧٦ (باب وجوب معرفة الإمام) .
(٣) تفسير مرآة الأنوار : ٢٣ ـ ٢٥ .
(٤) انظر: الاعتقاد للبيهقي : ١٠٦ ـ ١٠٧ .
(٥) انظر : المناقب لابن المغازلي : ١٠٣ / ١٤٥ ، و١١٧ / ١٥٥ ، و١٢١ / ١٥٩ ، و١٣٧ / ١٨١ ، المناقب للخوارزمي : ٦٧ / ٤٠ ، و٦٩ / ٤٤ ، و٧٠ / ٤٥ ، و٧١ / ٤٨ .
(٦) في «م» : «وإن» .