كانوا يعتقدون الاُبوّة والبُنوّة (١) ، ولهم أيضاً أحكام ومزخرفات .
ومنها : البوطينوسية ، أصحاب بطينوس ، ومذهبهم قريب إلى النسطوريّة إلاّ أنّهم يقولون : إنّ الإله واحد وإنّ المسيح عليهالسلام ابتدأ من مريم عليهاالسلام ، وإنّه عبد صالح مخلوق شرّفه اللّه وأكرمه بطاعته ، وسمّاه ابناً على الثناء لا على الولادة والاتّحاد (٢) .
وبالجملة : لم يأت قوم من زمان آدم عليهالسلام وهلّم جراً إلاّ أن ألقى الشيطان بينهم الاختلاف بحسب الآراء واستحسان عقولهم ، ولم يزل كان (٣) أهل الحقّ بينهم قليلين خائفين مَخفيّين مقهورين ، وكان الأكثر مجتمعين على الباطل ومع أرباب الدول الدنيويّة ، كما قيل : الناس على دين ملوكهم (٤) .
فمن أراد الاطّلاع على حقيقة الحال مفصّلاً فليراجع التاريخ وغيرها ، حتّى يعلم أنّ هذه الاُمّة أيضاً كذلك ، ولمّا لم يكن لنا حاجة إلى تفصيل تلك المذاهب اكتفينا بما ذكرناه هاهنا وفي الفصل الأخير من الباب السابق ، فتأمّل .
__________________
(١) الملل والنحل للشهرستاني ١ : ٢٢٥ .
(٢) الملل والنحل للشهرستاني ١ : ٢٢٥ .
(٣) كلمة «كان» لم ترد في «ش» .
(٤) موسوعة أمثال العرب ٥ : ٥٠٧ بتفاوت .