أهل النار (١) .
وقال صاحب المغرب (٢) : المرجئون هم الذين لا يقطعون على أهل الكبائر بشيء من عفو أو عقوبة ، بل يرجئون الحكم في ذلك ، أي : يؤخّرون إلى يوم القيامة ، يقال : أرجأت الأمر ، بالهمزة ، وأرجيته ، بالياء ، إذا أخّرته .
ثمّ قال : وقد تفرّد مقاتل بن سليمان من هؤلاء بأنّ اللّه تعالى لا يُدخل أحداً في النار بارتكاب الكبائر ، وأنّه تعالى يغفر ما دون الكفر لا محالة ، وأنّ المؤمن العاصي ربّه يعذّب يوم القيامة على الصراط ، وهو على متن جهنّم يصيبه فيح النار ولهيبها ، فيتألّم بذلك على مقدار المعصية ، ثمّ يدخل الجنّة (٣) .
والمشهور بين الناس ـ وقد ذكره الشهرستاني (٤) وغيره أيضاً ـ أنّ المرجئة هم الذين يقولون : لا يضرّ مع الإيمان معصية ، كما لا ينفع مع الكفر طاعة ، لكن لهم في تفصيل بيان هذا المعنى أقوال سنذكرها . وخلاصة أقوالهم راجعة إلى عدم مدخليّة العمل في الإيمان ، بل يدخل أيضاً فيها القول الأخير الذي ذكرناه آنفاً ، فعلى هذا يكون المرجئة مقابل
__________________
(١) الملل والنحل للشهرستاني ١ : ١٣٩ .
(٢) هو ناصر بن عبدالسيّد بن عليّ المُطرّزيّ ، يكنّى أبا الفتح من أهل خوارزم ، كانت له معرفة بالنحو واللغة العربيّة ، وكان حنفيّ المذهب ، له كتب منها : كتاب المغرب ، وشرّ المقامات ، ولد سنة ٥٨٣ هـ ، ومات سنة ٦١٠ هـ .
انظر : إنباه الرواة ٣ : ٣٣٩ / ٧٨٥ ، وفيات الأعيان ٥ : ٣٦٩ / ٧٥٨ ، سير أعلام النبلاء ٢٢ : ٢٨ / ٢٣ .
(٣) المغرب في ترتيب المعرب ١ : ١٠١ ـ ١٠٢ .
(٤) الملل والنحل للشهرستاني ١ : ١٣٩ ، جامع الاُصول ١٠ : ١٣٠ .