والثاني : إعطاء الرجاء (١) .
ولا يخفى أنّ المتبادر منه الأوّل ، وهو المشهور .
ثمّ ذكر الأقوال في تعيين أهل هذا اللقب ، فقال : قيل : الإرجاء هو تأخير عليّ عليهالسلام من الدرجة الاُولى إلى الرابعة ؛ فعلى هذا الشيعة والمرجئة فرقتان متقابلتان (٢) .
أقول : هذا الكلام له معنيان :
أحدهما : أن يكون المراد بالمرجئة مَن قدّم خلافة الثلاثة على عليّ عليهالسلام .
والثاني : أن يكون المراد مَن فضّلهم عليه ، بأن يكون الذمّ من جهة التفضيل دون الخلافة .
والظاهر أنّ هذا هو مرادهم ؛ لأنّه هو الأنسب بطريقتهم ؛ ضرورة أنّ القائل بخلافة الثلاثة لا يحمل هذا على ما ينافي طريقته .
نعم ، القول بتفضيل عليّ عليهالسلام ـ كما سيأتي في محلّه ـ كان دائراً بين الصحابة ، وهو كلام جماعة من المعتزلة الذين يدّعون أنّهم هم المراد بالشيعة كما مرّ (٣) ، وإنّما اشتهر خلافه من زمان بني اُميّة المجاهرين بعداوة عليّ عليهالسلام وتنقيصه .
ثمّ قال الشهرستاني : وقيل : الإرجاء تأخير حكم صاحب الكبيرة إلى القيامة ، فلا يقضى عليه بحكمٍ في الدنيا من كونه من أهل الجنّة ، أو من
__________________
(١ و٢) الملل والنحل للشهرستاني ١ : ١٣٩ .
(٣) انظر : ص٢٥٠ .