سيفه في سبيل اللّه» (١) .
وفي الكتاب المذكور وغيره أيضاً : عن محمّد بن عليّ المكيّ (٢) بإسناده قال : إنّ رجلاً قدم على النبيّ صلىاللهعليهوآله ، فقال له : أخبرني يا رسول اللّه بأعجب شيء رأيت ، فإنّي رأيت قوماً ينكحون اُمّهاتهم وبناتهم وأخواتهم ، فإذا قيل لهم : لِمَ تفعلون هذا؟ قالوا : قضاه اللّه علينا وقدّره ؟ ! فقال النبيّ صلىاللهعليهوآله : «سيكون في اُمّتي أقوام يقولون مثل مقالتهم ، اُولئك مجوس اُمّتي» (٣) .
وسيأتي بعض أخبار أهل البيت عليهمالسلام أيضاً في إطلاقها بهذا المعنى .
فالحقّ إذن ما ذكرناه من دخول كلٍّ منهما في ذلك بوجهٍ ، فافهم .
وإذ قد تبيّن هذا ، فلنذكر أوّلاً خلاصة كلّ واحد واحد ممّا اشتهر من المذاهب الآرائية ، ثمّ المذاهب الإماميّة الاثني عشريّة ، وحيث إنّ عمدة أسباب افتراق تلك الفِرَق الآرائية اختلافهم فيما سوى الإمامة من سائر اُصول العقائد ، حيث اتّخذوها بالآراء دون الأخذ من اللّه تعالى ، جعلنا مناط تميّزهم ذلك ، نعم ، إذا كان خلاف بعض منهم بحسب الإمامة بيّنّاه أيضاً ، ولم نتعرّض لعامّة عقائد أكثرهم ، ولا اختلافهم في الفروع ، احترازاً من
__________________
(١) لم نعثر عليه في الفائق ، وحكاه عنه ابن طاووس في الطرائف ٢ : ٣٦ ، والمجلسي في بحار الأنوار ٥ : ٤٧ / ٧٥ .
(٢) لعلّه هو محمّد بن عليّ بن زيد المكّي الصائغ ، يكنّى أبا عبداللّه ، سمع من : القعنبي ، وخالد بن يزيد العمري ، ويحيى بن معين وغيرهم ، وحدّث عنه : دعلج ابن أحمد ، وسليمان الطبراني ، وخلق كثير ، مات بمكّة سنة ٢٩١هـ .
انظر : سير أعلام النبلاء ١٣ : ٤٢٨ / ٢١٢ ، العبر ١ : ٤٢١ ، شذرات الذهب ٢: ٢٠٩ .
(٣) لم نعثر عليه في الفائق ، وحكاه عنه ابن طاووس في الطرائف ٢ : ٣٥ ـ ٣٦ ، والمجلسي في بحار الانوار ٥ : ٤٧ / ٧٤ بتفاوت .