أقول : كفى في بطلان هؤلاء وضلالتهم ما هو الثابت بالآيات المحكمة والأخبار المتواترة ، بحيث صار من ضروريّات دين الإسلام من حسن حال عليّ عليهالسلام علماً وعملاً ، وأنّه مع الحقّ والحقّ معه يدور أينما دار (١) ، فافهم .
قال : واعلم أيضاً إنّ هؤلاء الشيوخ ممّن صرّح بجرحهم جماعة منهم ، فقالوا في عمرو بن عبيد : إنّه مبتدع قدريٌ كاذب ، كان أوّلاً شرطيّاً للحجّاج (٢) ، حتّى قال بعضهم : إنّه كان من الدهرية (٣) .
وذكر الذهبي أنّ واصلاً كان يحرّف الكلمات من القرآن ؛ لأنّه لم يكن قادراً على إفصاح الراء بل كان يبدله بالغين ، حتّى قيل له يوماً : اقرأ أوّل سورة البراءة؟ فقال : عهد من اللّه ونبيّه إلى الذين عاهدتم من الفاسقين ، فسيحوا في البسيطة هلالين وهلالين . ثمّ قال الذهبي : هذا جرأة على الكتاب العزيز (٤) .
وكذا ذكروا أشياء في معبد ، وغيلان ، والحسن وغيرهم من أصحاب المذاهب الآتية ممّا لا نطيل الكلام بذكره ، حتّى نقلوا أنّ ابن سيرين (٥) ما
__________________
(١) تقدّم تخريجه في ص ١٥٧ ، هامش (٥) .
(٢) انظر : ميزان الاعتدال ٣ : ٢٧٣ ، وفيه : كان أبوه من شُرَط الحجّاج .
(٣) ميزان الاعتدال ٣ : ٢٨٠ .
(٤) تاريخ الإسلام (حوادث ١٢١ ـ ١٤٠) : ٥٥٨ ـ ٥٥٩ .
(٥) هو محمّد بن سيرين البصري ، يكنّى أبا بكر ، كان بزّازاً ، وقد اشتهر بتعبير الرؤيا ، وله كتاب في تعبير الرؤيا ، ولد لسنتين بقيتا من خلافة عمر ، مات سنة ١١٠هـ .
انظر : قاموس الرجال ٩ : ٣٢٢ / ٦٨٢٠ ، المعارف : ٤٤٢ / ٢٢٦ ، الفهرست لابن النديم : ٢٣٥ و٣٧٨ ، وفيات الأعيان ٤ : ١٨١ / ٥٦٥ ، سير أعلام النبلاء ٤ : ٦٠٦ / ٢٤٦ .