الجبّائي (١) ، وابنه أبي هاشم عبد السلام ، وهما من معتزلة البصرة .
قال الشهرستاني : هما انفردا عن أصحابهما بمسائل ، وانفرد أحدهما عن الآخَر بمسائل (٢) ، ثمّ ذكر بعضها ، بل أكثرها ، وليس هاهنا موضع ذكرها .
وقد مرّ في أخير فصول الباب السابق تشابه هذه المذاهب ـ لا سيّما مذهب أبي هاشم ـ بمذهب نسطور الحكيم (٣) من النصارى ، وبعض مذاهب اليهود والفلاسفة .
ثمّ إنّ من المعتزلة القريبة من أواخرهم : أبو الحسين البصري (٤) ،
__________________
(١) هو محمّد بن عبد الوهّاب بن سلام بن خالد البصري ، يكنّى أبا عليّ ، المعروف بالجبّائي أحد أئمّة المعتزلة . أذعنت له سائر طبقات المعتزلة بالرئاسة ، وكان متوسّعاً في العلم ، وهو اُستاذ أبي الحسن الأشعري ، وكان الجبّائي إذا روي عن النبيّ صلىاللهعليهوآله أنّه قال لعليّ وفاطمة والحسن والحسين عليهمالسلام : «أنا حربٌ لمن حاربكم وسلم لمن سالمكم» يقول : العجب من هؤلاء النوابت يروون هذا الحديث ، ثمّ يقولون بمعاوية! وله كتب ، منها : الاُصول ، النهي عن المنكر ، الاجتهاد وغيرها ، مات سنة ٣٠٣ هـ بالبصرة .
انظر : وفيات الأعيان ٤ : ٢٦٧ / ٦٠٧ ، سير أعلام النبلاء ١٤ : ١٨٣ / ١٠٢ ، العبر ١ : ٤٤٥ ، طبقات المعتزلة : ٨٠ .
(٢) الملل والنحل للشهرستاني ١ : ٧٨ ـ ٨٥ .
(٣) هو بطريرك القسطنطنيّة ، المنسوبة إليه فرقة النسطوريّة ، كانت بالموصل والعراق وفارس وخراسان ، وقد ظهر في زمان المأمون ، وتصرّف في الأناجيل بحكم رأيه ، وله آراء فاسدة .
انظر : الملل والنحل للشهرستاني ١ : ٢٢٤ ، الحور العين : ١٤٦ ، قاموس المذاهب والأديان : ٢٠٨ ، المنجد في الأعلام : ٧٠٨ ، دائرة معارف القرن العشرين ١٠ : ١٨٣ .
(٤) هو محمّد بن عليّ بن الطيّب البصري المعتزلي ، يكنّى أبا الحسين ، أحد أئمّة المعتزلة ، أخذ عن القاضي ودرّس ببغداد ، وكان جدلاً حاذقاً ، وله تصانيف ، منها : المعتمد في اُصول الفقه ، تصفّح الأدلّة ، غرر الأدلّة وغيرها ، مات سنة ٤٣٦ هـ .
انظر : روضات الجنّات ٧ : ٣٤٩ / ٦٦٥ ، تاريخ بغداد ٣ : ١٠٠ / ١٠٩٦ ، وفيات الأعيان ٤ : ٢٧١ / ٦٠٩ سير أعلام النبلاء ١٧ : ٥٨٧ / ٣٩٣ ، طبقات المعتزلة : ١١٨ .