قال : بلى واللّه !
قال : «فيجب على قولك أنّ اللّه يقبل هذا العذر الصحيح ولا يؤاخذ أحداً أبداً ، وهذا خلاف قول أهل الملل كلّهم» ، فتاب المجبّر من قوله بالجبر في الحال (١) .
وقد ذكر الديلمي أنّ هذا الكلام قاله الصادق عليهالسلام لطاووس اليماني (٢) ، فلمّا تمّ كلام الصادق عليهالسلام قام طاووس وهو يقول : ليس بيني وبين الحقّ عداوة ، اللّه أعلم حيث يجعل رسالته ، فقد قبلت نصيحتك (٣) .
وروى جمع أيضاً أنّ أبا حنيفة دخل مع عبداللّه بن مسلمة (٤) على جعفر بن محمّد عليهماالسلام ، فإذا بجماعة من شيعته ينتظرون خروجه ، فبينما هم كذلك إذ خرج غلام حدث ، فقام الناس هيبةً له ، فالتفت أبو حنيفة فقال :
__________________
(١) الطرائف : ٢ : ٢٠ ، وعنه المجلسي في بحار الأنوار ٥ : ٥٨ / ١٠٧ .
(٢) هو طاووس بن كيسان الخولاني الهمداني اليماني ، يكنّى أبا عبد الرحمن ، أحد التابعين ، سمع من زيد بن ثابت وعائشة وأبي هريرة وزيد بن أرقم وابن عبّاس ، ولازم ابن عبّاس مدّة ، وهو معدود في كبراء أصحابه ، وله كلام مع هشام بن عبد الملك الاُموي يدلّ على شجاعته في قول الحقّ بوجه الظالمين ، مات سنة ١٠٦ هـ .
انظر : رجال الشيخ الطوسي : ١١٦ / ١١٦٦ ، قاموس الرجال ٥ : ٥٥١ / ٣٧٣٨ ، طبقات خليفة ٥١٦ / ٢٦٥٠ ، المعارف : ٤٥٥ ، و٦٢٤ ، حلية الأولياء ٤ : ٣ / ٢٥٥ ، وفيات الأعيان ٢ : ٥٠٩ / ٣٠٦ ، سير أعلام النبلاء ٥ : ٣٨ / ١٣ .
(٣) أعلام الدين : ٣١٧ ـ ٣١٨ ، وعنه المجلسي في بحار الأنوار ٥ : ٥٨ / ١٠٥ .
(٤) لعلّه هو عبداللّه بن مَسلمة بن قَعْنب الحارثي ، يكنّى أبا عبد الرحمن ، المعروف بالقَعْنبي ، وكان قد أخذ عن مالك وهو أحد رواة كتابه «الموطّأ» وسمع من : شعبة ، وحمّاد بن سلمة ، وأفلح بن حميد وغيرهم ، وروى عنه : البخاري ، ومسلم ، وأبو داوُد ، وآخرون ، ولد بعد سنة ١٣٠ هـ ، ومات سنة ٢٢١ هـ .
انظر : تنقيح المقال ٢ : ٢١٨ / ٧٠٧٧ ، قاموس الرجال ٦ : ٦١٦ / ٤٥٣٣ ، طبقات خليفة : ٣٩٨ / ١٩٥٧ ، الفهرست لابن النديم : ٢٥١ ، وفيات الأعيان ٣ : ٤٠ / ٣٢٦ ، سير أعلام النبلاء ١٠ : ٢٥٧ / ٦٨ .