هي مورد التكليف ، والمورد هو المقابل بالثواب والعقاب (١) .
ومن عقائد هؤلاء : أنّ الإيمان هو الإقرار باللسان فقط دون التصديق بالقلب ودون سائر الأعمال ، وفرّقوا بين تسمية المؤمن مؤمناً فيما يرجع إلى أحكام الظاهر والتكليف ، وفيما يرجع إلى أحكام الآخرة والجزاء ، فالمنافق عندهم مؤمن في الدنيا حقيقة ، مستحقٌّ للعقاب الأبدي في الآخرة .
ومن عقائدهم في الإمامة : أنّها تثبت بالإجماع دون النصّ والتعيين ، حتّى أنّهم جوّزوا عقد البيعة لإمامين في قُطرين (٢) .
قال الشهرستاني : إنّ غرضهم إثبات إمامة معاوية في الشام باتّفاق جماعة من الصحابة ، وإثبات إمامة أمير المؤمنين عليّ عليهالسلام بالمدينة والعراقين باتّفاق عامّة الصحابة .
قال : ومذهبهم اتّهام عليّ عليهالسلام في الصبر على ما جرى بعثمان والسكوت عنه ، وتصويب معاوية فيما استند به في قتال عليّ عليهالسلام من طلب قتلة عثمان (٣) ، ولهم أيضاً مقالات سخاف لا طائل في ذكرها .
فهؤلاء الذين ذكرناهم مع الذين قدّمنا ذكرهم من طوائف المعتزلة يرتقون ـ أي أعاظمهم ـ إلى ما يزيد على ثلاثين فرقة ، وأكثر عقائدهم فسادها ظاهر ، بل بالبداهة لكلّ ذي مسكة ، وحاشا أن يكون مبنى دين اللّه على أمثال هذه السخافات الفاضحة ، ومع هذا يجري هاهنا أيضاً ما ذكرناه في المعتزلة ممّا ينادي بعدم كون الفرقة الناجية فيهم ، فلا تغفل .
__________________
(١) الملل والنحل للشهرستاني ١ : ١١٣ .
(٢ و٣) انظر : الملل والنحل للشهرستاني ١ : ١١٣ .