وقد نُقل أنّ السيّد الحميري (١) كان من الكيسانيّة ، وقال في ذلك أشعاراً (٢) ، ثمّ اهتدى بإرشاد الصادق عليهالسلام ، فقال :
تَجعفرتُ باسمِ اللّه وَاللّه أكبرُ |
|
وأيقنتُ أَنَ اللّه يَعفُو ويَغفرُ |
وَدنتُ بِدين غير ما كنتُ دايناً |
|
ولما نَهاني (٣) سَيّد الناسِ جَعفرُ |
إلى آخر الأبيات (٤) .
__________________
(١) هو إسماعيل بن محمّد بن يزيد بن ربيعة بن مفرّغ الحميري، يكنّى أبا هاشم، ولقبه السيّد، وهو من كبار الشيعة، له مدائح بديعة في أهل البيت عليهمالسلام . قال صاحب الأغاني: يقال : إنّ أكثر الناس شعراً في الجاهلية والإسلام ثلاثة : بشّار ، وأبو العتاهية ، والسيّد ، فإنّه لا يُعلم أنّ أحداً قدر على تحصيل شعر أحد منهم أجمع ، وله ديوان ، ولد سنة ١٠٥ هـ ، ومات سنة ١٧٣ هـ .
انظر : الأغاني ٧ : ٢٢٩ ، وفيات الأعيان ٦ : ٣٤٣ / ٣٣٩ ، سير أعلام النبلاء ٨ : ٤٤ / ٨ ، الأعلام ١ : ٣٢٢ .
(٢) منها :
إمام الهدى قل لي متى أنت آيبٌ |
|
فمُنَّ علينا يا إمامُ برجعة |
مَلَلنا وطالَ الانتظار فجُد لنا |
|
بحّقك يا قطب الوجود بزَوْرة |
فأنت لهذا الأمر قِدما مُعيَّن |
|
كذلك قال اللّه : أنت خَليفتي |
انظر : ديوان الحميري : ٤٨ / ٣٣.
وله أيضاً :
ألا قُل للوصيّ : فدتك نفسي |
|
أطلتَ بذلك الجبل المقاما |
أضرّ بمعشرٍ والوكَ منّا |
|
وسمّوك الخليفة والإماما |
وعادوا فيك أهل الأرض طُرّاً |
|
مقامك عندهم ستّين عاما |
انظر : الفصول المختارة : ٢٨٩ ، وفيه بتفاوت ، شرح الأخبار للقاضي النعمان ٣ : ٢٩٦ ، الأغاني ٩ : ١٤ ، تاريخ مدينة دمشق ٥٤ : ٣٢٢ / ٦٧٩٧ (ترجمة محمّد بن الحنفيّة) ، سير أعلام النبلاء ٤ : ١١٣ / ٣٦ (ترجمة محمّد بن الحنفيّة) ، ولم نعثر على الأبيات المزبورة في ديوانه .
(٣) في «ش» : زيادة «عنه» .
(٤) ديوان الحميري : ٨٥ / ٨٤ ، الأبيات هكذا :