أكثرهم بأنّ الاُمّة أخطأت في بيعة من قدّموه على عليّ عليهالسلام خطأً لم ينته إلى درجة الفسق ، لكنّ الأوّلين ممّن صحّت إمامتهما ؛ حيث انعقد به الشور ورضي به عليّ عليهالسلام .
وقد جوّز بعضهم أن يكون الإمام غير مجتهد أيضاً ، بل جوّز بعضهم أن يكون الإمام جاهلاً ، لكن بشرط أن يكون عنده عالم يرجع إليه .
ويجوز عند أكثرهم وجود إمامين في قُطرين ، ومن العجائب أنّهم يصوّبون جميع فتاوى كلّ واحد من الإمامين ولو كان في قتل الإمام الآخَر .
وأكثـر هـؤلاء اُصولهم اُصـول المعتزلة ، وفروعهم فـروع أبي حنيفة إلاّ قليلاً من المسائل التي تبعوا فيها الشافعي (١) ؛ إذ كما صرّح صاحب الكشّاف وصاحب الاستيعاب وغيرهما : كان أبو حنيفة بتريّاً (٢) ، وكذا جماعة من علماء المخالفين الذين كانوا في أواخر بني اُميّـة وأوائل بني العبّاس كمغيرة بن سعيد (٣) ، وسالم بن أبي حفصة (٤) ، والحكم بن
__________________
(١) انظر : الملل والنحل للشهرستاني ١ : ١٥٩ ـ ١٦٢ .
(٢) الملل والنحل للشهرستاني ١: ١٩٠، ولم نعثر عليه من صاحبَي الكشّاف، والاستيعاب.
(٣) هو المغيرة بن سعيد البجلي الكوفي ، يكنّى أبا عبداللّه ، دجّال مبتدع ، من أهل الكوفة ، يقال له : الوصّاف . قالوا : إنّه جمع بين الإلحاد والتنجيم . وكان مجسّماً ، يزعم أنّ اللّه تعالى على صورة رجل على رأسه تاج ، وأعضاؤه على عدد حروف الهجاء ، مات سنة ١١٩ هـ .
انظر : قاموس الرجال ١٠ : ١٨٨ / ٧٦٨٧ ، تاريخ الطبري ٧ : ١٢٨ ، الفرق بين الفِرَق : ٢٣٨ / ١٢٤ ، التبصير في الدين : ١٢٥ ، الكامل لابن الأثير ٥ : ٢٠٧ ، ميزان الاعتدال ٤ : ١٦٠ / ٨٧١٠ ، الأعلام ٧ : ٢٧٦ .
(٤) هو سالم بن أبي حفصة ، يكنّى أبا يونس ، وأبا الحسن ، واسم أبيه عبيد ، وقيل : زياد ، عدّه الكشّي من البتريّة الخالطين ولاية عليّ عليهالسلام بولاية أبي بكر وعمر ، يثبتون لهما الإمامة ، ويبغضون عثمان وطلحة والزبير وعائشة ، ويرون الخروج مع