ثمّ إذا تبيّن عدم نصّ ولا إمامة في إسماعيل ، ظهر بطلان ما ذكروه في إمامة ابنه رأساً ، كما هو واضح ، حتّى أنّه لو كان النصّ على إسماعيل ثابتاً لم يوجب ذلك أن يكون ابنه أيضاً كذلك (كما توهّموا) (١) ؛ إذ ليست الإمامة والنصوص من قبيل ميراث الأموال إرثاً على كلّ حال ، بل لم يكن إسماعيل أيضاً إماماً بالفعل في حياة الصادق عليهالسلام حتّى يمكن أن يصحّ نصّه على ابنه أو يتشبّث بأنّه حينئذٍ يصير ابنه ألزم وأولى ؛ حيث لم يمكن تعلّق الإمامة بالكاظم عليهالسلام ؛ لعدم تحقّقها في أخوين بعد الحسنين عليهماالسلام ؛ لأنّ وجود إمامين بعد نبيّنا صلىاللهعليهوآله في زمان واحد ممّا لم يكن ولا يكون ولم يعهد ، بل لا يجوز ، كما تبيّن في محلّه ، على أنّ إمامة إسماعيل في حياة الصادق عليهالسلام كانت عبثاً وبلا فائدة ، كما هو ظاهر .
ومحمّد بن إسماعيل في غاية الجرح والقدح ، بحيث أخرجه الصادق عليهالسلام من بيته إلى بيت عبداللّه الأفطح مع صغر سنّه ووفاة أبيه ، وقال : «إنّه ملّني سفهاً ، إنّه شرك شيطان» (٢) .
وحكاية وشائه (٣) في عمّه الكاظم عليهالسلام عند الرشيد مع كثرة إحسانه إليه ، وأنّ اللّه قطع عمره بذلك ، حتّى مات في يوم الوشاء بالبلاء الذي أصابه أيضاً في ذلك اليوم مشهورة ، وقد نقلها ثقات عن عمّه عليّ بن جعفر الثقة الجليل (٤) .
هذا ، كلّه مع ما سيأتي من دلائل إمامة الكاظم عليهالسلام ، وحينئذٍ تنقطع
__________________
(١) ما بين القوسين لم يرد في «ن» .
(٢) مسائل علي بن جعفر ومستدركاتها : ٣١٥ / ٧٩٣ ، اختيار معرفة الرجال ٢ : ٥٤٢ / ذيل الحديث ٤٧٨ .
(٣) في النسخ : «وشاه» .
(٤) انظر : رجال الكشّي : ٣٦٣ / ٤٧٨ .