إمام عن إمامته ، ولا مؤمن قد أخذ عهده بالإيمان عن إيمانه» (١) .
نعم ، روي في بعض الكتب عن الصادق عليهالسلام أنّه قال : «ما بدا للّه في شيء كما بدا له في إسماعيل» (٢) ، وهذه الرواية إن صحّت وصحّ ورودها في إسماعيل هذا دون إسماعيل بن إبراهيم الذبيح عليهالسلام ، فمعناه ما ذكرناه : من أنّ الناس حيث ظنّوا إمامته بيّن اللّه تعالى فساد ظنّهم بموته ، مع أنّه قد روي أيضاً عن الصادق عليهالسلام أنّه قال : «إنّ اللّه عزوجل كتب القتل على ابني إسماعيل مرّتين ، فسألته فيه فصرفه عنه ، فما بدا له في شيء كما بدا له في إسماعيل» (٣) ، وعلى هذا فمعنى الخبر ما ذكره عليهالسلام من أنّ القتل الذي كان مكتوباً عليه صرفه اللّه عنه بمسألة أبي عبداللّه عليهالسلام .
وأمّا دعوى لزوم كون الولد الأكبر إماماً ، فإنّما هو مهما بقي بعد أبيه ولم يكن فيه عيب ولا نقص ، لا إذا مات أيضاً في حياة أبيه ، وقد مات إسماعيل في حياة الصادق عليهالسلام باتّفاق الأصحاب .
نعم ، ادّعى بعض هؤلاء الفرقة ـ كما مرّ (٤) ـ أنّ ما تبيّن من موته كان تلبيساً ولم يمت واقعاً ، وذلك محض دعوى في مقابل أمر محسوس رجماً بالغيب ؛ ولهذا لم يبق على هذه الدعوى إلاّ آحاد قلائل لا يعبأ بشأنهم ، ورجع الباقون إلى الاعتراف بموته ، بل صرّح بعض أهل السير بعدم بقاء أحد منهم على هذه العقيدة .
__________________
(١ و٢) انظر : الفصول المختارة : ٣٠٨ ـ ٣٠٩ (ضمن مصنّفات الشيخ المفيد ، ج ٢) ، بحار الأنوار ٣٧ : ١٣ .
(٣) الفصول المختارة : ٣٠٩ (ضمن مصنّفات الشيخ المفيد ، ج ٢) .
(٤) في ص ٣٢٦ .