رووها عن الصادق عليهالسلام (١) ممّا لا دلالة فيها على مرادهم لا نصّاً ولا ظاهراً ، مع معارضتها لما هو ثابت متواتر ، ويضادّها صريحاً ممّا سيأتي في محلّه عند بيان النصوص والمعجزات في الرضا عليهالسلام وفيمن بعده من الأئمّة عليهمالسلام ، وفي بيان كون الأئمّة اثني عشر ، ولغير ذلك من دلائل بطلانهم ، وما ورد عن الصادق والكاظم والرضا عليهمالسلام في كفرهم وإلحادهم وضلالهم (٢) ، ممّا لا حاجة لنا إلى الإطالة بالبيان ، حتّى نقل بعض أعيانهم في حقّ نفسه أنّ الصادق عليهالسلام قال له : «أنت من حمير الشيعة» (٣) ، وقد روى جمع أنّ الرضا عليهالسلام قال : «الواقفة أشباه الحمير حيارى ، كفّار زنادقة» (٤) ، فتأمّل .
__________________
(١) في حاشية «ش» : ورد : «فإنّ عمدة مستندهم ما رووه أنّ الصادق عليهالسلام لمّا ولد موسى عليهالسلام دخل على حميدة البربرية اُمّ موسى عليهالسلام ، فقال عليهالسلام : «بخّ بخّ يا حميدة ! حلّ المُلك في بيتك» .
ومن البيّن أن لا دلالة فيه على كون الإمام الخارج بالسيف؛ إذ لا شبهة في كون أصل الإمامة ملكاً ، كما قال سبحانه وتعالى : ( فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُم مُّلْكًا عَظِيمًا ) [سورة النساء ٤ : ٥٤] .
وقد تواتر عنهم عليهمالسلام أنّ المراد بالكتاب والحكمة النبوّة وبالملك الإمامة .
وما رووه أيضاً عنه عليهالسلام أنّه سُئل عن اسم القائم عليهالسلام ، فقال : اسمه اسم حديدة الحلاّق . [انظر الفصول المختارة : ٣١٣ (ضمن مصنّفات الشيخ المفيد ، ج٢) ، بحار الأنوار ٣٧ : ١٦] .
ولا يخفى أوّلاً أنّ صدور مثل هذه العبارة بعيد عن طور الأئمّة عليهمالسلام ، ومع هذا لا كلام أنّ كلّ إمام هو القائم في عصره ، ولم يقل : إنّه القائم بالسيف ، وربّما سألوه عن القائم بعده فأجابه بما أجاب، فلا دلالة فيه.
وقد روى جماعة عن الكاظم عليهالسلام أنّه قال : «كلّ إمام منّا فهو القائم وأنا القائم ، ولهذا لما سئل عليهالسلام عن القائم بالسيف ، قال : «إنّ قوماً يقولون بعد موتي هو القائم ، وما القائم إلاّ بعدي بسنين» . والأخبار من هذا القبيل كثيرة . منه رضي اللّه عنه .
(٢) لم نعثر عليه .
(٣) انظر : رجال الكشّي : ٤٦٧ / ٧٥٤ و٧٥٧ ، و٥٠١ / ٨٣٢ ، و٨٣٥ / ٨٣٦ عن الكاظم عليهالسلام .
(٤) انظر : رجال الكشّي : ٥١٥ / ٨٦١ و٨٦٢ و٨٧٢ و٨٧٦ .