وقُضاته إلى أوان خروجه ، وليسوا بأئمّة ، بل قال : لم يدّعها أحد منهم قطّ .
وقال الباقون : إنّهم ضالّون مخطئون ظالمون حتّى أنّهم كفّروهم (١) ، ولهذا سمّت الشيعة هذه الطائفة بالممطورة ، أي أنّهم كانوا في خباثتهم وتحيّرهم كالكلاب الممطورة (٢) .
وقد كان أصل سبب إحداث هذا المذهب أنّه اجتمعت عند جماعة من الوكلاء أموال عظيمة من حقوق الإمام التي أرسلها شيعة الأطراف إليهم في أيّام حبس الإمام عليهالسلام ، فطمع فيها بعض منهم ، واشتروا بها دوراً وغلاّت وغيرها ، ولمّا انتهى إليهم خبر وفاة الكاظم عليهالسلام أنكروا وفاته خوفاً من مطالبة الرضا (وسائر ورّاث الإمام) (٣) عليهالسلام إيّاهم بتلك الأموال ، فأذاعوا في الشيعة أنّ موسى (٤) لم يمت ؛ لأنّه هو القائم ، فانتشر قولهم في الناس ، واعتمد عليه طائفة من الشيعة لكن على غير نهج اليقين ، بل كما يظهر من أحوالهم أنّ أكثرهم كانوا شكّاكاً متحيّرين ، حتّى أنّ بعضاً من هؤلاء المنكرين أوصى عند موته بدفع ذلك المال إلى ورثة موسى عليهالسلام ، ومنه استبان على جمع منهم أنّ إنكار المنكرين كان حرصاً على المال (٥) ، وبقي الباقون كما كانوا على ذلك الضلال مدّة إلى أن زالوا وانقرضوا ، وكفى هذا في المناداة ببطلانهم كما هو بيّن .
ومع هذا ، عمدة ما اعتلّوا به في مذهبهم بعض شواذّ من الأخبار التي
__________________
(١) الفصول المختارة : ٣١٣ (ضمن مصنّفات الشيخ المفيد ، ج ٢) .
(٢) انظر : فِرَق الشيعة : ٨١ ـ ٨٢ ، المقالات والفِرَق : ٩٢ ، الحور العين : ١٦٤ .
(٣) ما بين القوسين لم يرد في «م» .
(٤) في «م» زيادة : «الكاظم عليهالسلام » .
(٥) انظر : رجال الكشّي : ٥١٧ / ٨٧١ .