ومنهم من قال غير ذلك من الأقوال السخيفة التي لا حاجة لنا إلى ذكرها ؛ لظهور بطلان الجميع ما ذكرناه وما لم نذكر ؛ ضرورة كون انقراض الكلّ وزوالهم بالكلّيّة أدلَّ دليل على البطلان ، فضلاً عن ظهور سخافة شُبههم ، لا سيّما بعد ظهور فسوق جعفر وسفاهته ؛ ولهذا لم يمل إليه أحد من علماء ذلك الزمان .
وما ذكره الشهرستاني من نسبة الحسن بن عليّ بن فضّال (١) إلى هذا المذهب (٢) غلط صريح وتوهُّم فضيح ، كما ينادي [به] ما ذكره العلماء من أحوال ابن فضّال ، حتّى أنّ هذا الرجل قد توهَّم في مواضع عديدة عند نقل فِرَق الشيعة ونسب إليهم ما ليس فيهم ممّا يستفاد منه أنّه كان عارياً عن الاطّلاع على أحوال هؤلاء القوم .
وكفى في هذا أنّه ذكر أنّ عليّاً الهادي عليهالسلام مشهده بقمّ (٣) ، مع أنّه من أوضح الواضحات أنّه في سامرّاء ، فمن لم يعرف مثل هذا كيف لا يخفى عليه غيره ؟ ! ولهذا نحن لم نعتمد في هذا المطلب على ما نقله ، حيث ظهرت لنا (٤) توهّماته ، وإنّما اكتفينا بما نقله في المطالب السابقة لكونهم من
__________________
(١) هو الحسن بن عليّ بن فضّال ، يكنّى أبا محمّد ، من أهل الكوفة ، كان جليل القدر عظيم المنزلة ، فاضلاً زاهداً ورعاً ، من مصنّفي الإمامة ، روى : عن موسى بن جعفر ، وابنه علي بن موسى عليهماالسلام وكان خصّيصاً به ، وروى عنه : الفضل بن شاذان ، ومحمّد بن عبداللّه التميمي ، وابن عقدة وآخرون ، وله كتب منها : كتاب الزيارات ، والبشارات ، والنوادر وغيرها ، مات سنة ٢٢٤ هـ .
انظر : قاموس الرجال ٣ : ٣١٦ / ١٩٧٧ ، تنقيح المقال ١ : ٢٩٧ / ٢٦٧٠ ، لسان الميزان ٢ : ٤١٨ / ٢٥٢١ ، الأعلام ٢ : ٢٠٠ .
(٢) الملل والنحل للشهرستاني ١ : ١٧٠ .
(٣) الملل والنحل للشهرستاني ١ : ١٦٩ .
(٤) في «س» و«ش» و«ن» : «علينا» .