ونظرائهم الذين غلوا في بقيّة الأئمّة .
وكلّهم متشاركون في إباحة المحرّمات وترك العبادات والقول بالتناسخ وأمثال ذلك (١) ، حتّى أنّ أكثر هؤلاء ادّعوا لأنفسهم النبوّة أيضاً ، وقد زال وانقرض عامّتهم بحيث لا يُعرف ، بل لا يوجد من نُسب إلى أحد منهم غير الحلاّجيّة المنسوبين إلى حسين بن منصور الحلاّج الصوفي (٢) الذي كان يتخصّص بإظهار التشيّع ، لكن قد صرّح جماعة بأنّ أصحابه كانوا ملاحدة زنادقة يموّهون بمظاهرة كلّ فرقة بدينهم ، ويدّعون للحلاّج الأباطيل ، ويجرون في ذلك مجرى المجوس في دعواهم لزردشت المعجزات ، وكانوا يدّعون التحلّي بالعبادات مع تركهم الفرائض والصلوات ، ويدّعون انطباع الحقّ لهم ، حتّى أنّ فيهم من قال بأنّ اللّه فوّض أمر الخلق والرزق والإماتة والإحياء إلى النبيّ صلىاللهعليهوآله والأئمّة عليهمالسلام بعد أن خلقهم هو واصطفاهم ، مع استفاضة الأخبار المنقولة عن الأئمّة ، بل تواترها
__________________
صاحب إمام الزمان وادّعى البابيّة، وفضحه اللّه تعالى بما ظهر منه من الإلحاد والجهل، ولعنه أبو جعفر محمّد بن عثمان له وتبرّأ منه ، وإليه نُسبت فرقة النصيريّة.
انظر : قاموس الرجال ٩ : ٦٢٢ / ٧٣٣٦، تنقيح المقال ٣ : ١٩٥ / ١١٤٥٠ .
(١) انظر : رجال الكشّي : ٥٣٢ ـ ٥٣٧ / ٩٠٦ ـ ٩٠٩ .
(٢) هو الحسين بن منصور الحلاّج ، يكنّى أبا مغيث ، من أهل البيضاء ، وهي بلدة بفارس ، ونشأ بواسط العراق ، والناس في أمره مختلفون ، وكثرت الوشايات به إلى المقتدر العبّاسي فأمر بالقبض عليه ، فسُجن وعُذّب ، وقُطعت أطرافه الأربعة ، ثمّ حُزّ رأسه واُحرقت جثّته ، ولمّا صارت رماداً اُلقيت في دجلة ، ونُصب رأسه على جسر بغداد ، هلك سنة ٣٠٩ هـ .
انظر : الفهرست لابن النديم : ٢٤١ ـ ٢٤٢ ، معجم البلدان ١ : ٦٢٨ / ٢٣٦٣ ، وفيات الأعيان ٢ : ١٤٠ / ١٨٩ ، سير أعلام النبلاء ١٤ : ٣١٣ / ٢٠٥ ، مرآة الجنان ٢ : ١٨٩ ، الأعلام ٢ : ٢٦٠ .