وَاعلَمْ بِأَنَّ ذَا الجَلاَلقدْقَــدَرْ |
|
في الصُحُـفِ الأُولى التي كان سَطَـرَ (١) |
بل قد تواتر في الأخبار أيضاً ، بحيث وصل إلى حدّ الضرورة الدينيّة وجود تقدير من اللّه وكتابة في الألواح بالنسبة إلى كلّ شيء قبل كونه ، فعن رسول اللّه صلىاللهعليهوآله أنّه قال : « قدّر المقادير قبل أن يخلق السماوات والأرضين بخمسين ألف عام » (٢) .
وأكثرها كالصريح في أنّ لذلك مراتب متفاوتة بحسب الكتابة والبيان والثبت والتشخيص ، وأنّ كلّ واحد من المشيئة والإرادة والقضاء والقدر بل الإذن وغيره أيضاً قد يطلق على مرتبة من تلك المراتب وإن لم نعلم تفاصيلها ، حيث لم نكلّف بذلك ، بل نُهينا عنه ، كما قال عليّ عليهالسلام لمّا سئل عن القدر : « سرّ اللّه فلا تفشوه » ، ثمّ سئل أيضاً ، فقال : « بحر عميق فلا تلجوه » ، ثمّ سئل ثالثاً ، فقال : « ما يفتح اللّه للناس من رحمة فلا ممسك لها وما يمسك فلا مرسل له» (٣) ، وسأل جميل الصادقَ عليهالسلام عن المشيئة ، فقال : « لا اُجيبك فيها » (٤) .
فمن تلك الأخبار ما مرّ ذكره ، ومنها : ما رواه جماعة عن الباقر والصادق والكاظم عليهمالسلام ، قالوا : «لا يكون شيء في الأرض ولا في السماء إلاّ بسبع : بمشيئة ، وإرادة ، وقدر ، وقضاء ، وإذن ، وكتاب ، وأجل ، فمن زعم غير هذا فقد كذب على اللّه » (٥) .
__________________
(١) قاله العجاج : انظر : ديوانه ١ : ٧٣ ، وفيه : فاعلم .
(٢) التوحيد للصدوق : ٣٦٨ / ٧ .
(٣) فقه الرضا عليهالسلام : ٤٠٨ / ١١٨ ، بحار الأنوار ٥ / ١٢٣ وفيه : «تفتشوه» بتفاوت يسير .
(٤) بصائر الدرجات : ٢٦٠ / ١٧ .
(٥) الكافي ١ : ١١٦ / ١ (باب في أنّه لا يكون شيء في السماء والأرض إلاّ بسبعة) ، المحاسن ١ : ٣٧٩ / ٨٣٨ ، بتفاوت فيهما .