فمنها : ما هو بمعنى الخلق والفعل ، كقوله تعالى : (فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ ) (١) ، أي : خلقهنّ ، وقوله سبحانه : «فَاقْضِ مَآ أنْتَ قَاضٍ» (٢) ،
أي : إفعل ما أنت فاعل ، وأمثالهما عديدة ، ولا بُعْد في بعض المواضع كون المراد بالخلق ونحوه التقدير ، أو ما يعمّه والتكوين ، كما سيظهر .
ومنها : ما هو بمعنى الأمر ، بل الحكم والإلزام أيضاً ، والحتم والإيجاب ، كقوله تعالى : (وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ ) (٣) ، وقوله : (وَاللَّهُ يَقْضِي بِالْحَقِّ ) (٤) ، وقوله : ( فَلَمَّا قَضَيْنَا عَلَيْهِ الْمَوْتَ ) (٥) ، ونحوها .
ومنها : ما هو بمعنى الإعلام والبيان ونحو ذلك ، كقوله تعالى : ( وَقَضَيْنَا إِلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ ) (٦) ونحوه .
وكذلك القدر أيضاً كما يظهر من آيات .
منها : قوله تعالى : ( وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا ) (٧) ، أي : خلقنا .
ومنها : قوله سبحانه في حكاية لوط : ( إِلَّا امْرَأَتَهُ قَدَّرْنَا إِنَّهَا لَمِنَ الْغَابِرِينَ ) (٨) ، أي : كتبنا وبيّنا وأخبرنا . وأمثال ذلك من سائر الآيات .
وقال الشاعر :
__________________
(١) سورة فصّلت ٤١ : ١٢ .
(٢) سورة طه ٢٠ : ٧٢ .
(٣) سورة الإسراء ١٧ : ٢٣ .
(٤) سورة غافر ٤٠ : ٢٠ .
(٥) سورة سبأ ٣٤ : ١٤ .
(٦) سورة الإسراء ١٧ : ٤ .
(٧) سورة فصّلت ٤١ : ١٠ .
(٨) سورة الحجر ١٥ : ٦٠ .