( يَمْحُو اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِندَهُ أُمُّ الْكِتَابِ ) (١) ، وقال : ( كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ ) (٢).
وقد تواترت فيه أخبار الأئمّة الأطهار ، بحيث وردت فيها المبالغة الأكيدة في وقوعه ، والزجر لمن مال إلى الإنكار ، حتّى قالوا صريحاً : « ما عُبد اللّه بشيء مثل البداء » (٣) ، و« ما عُظّم اللّه بمثل البداء » (٤) ، و«ما بُعث نبيّ إلاّ بالإقرار بالعبوديّة ، وخلع الأنداد ، وأنّ اللّه يقدّم ما يشاء ويؤخّر ما يشاء » (٥) ، و« أنّ الناس لو علموا ما في القول بالبداء من الأجر ما فتروا عن الكلام فيه » (٦) .
بل كثير من منقولات العامّة وقصص الأنبياء تدلّ عليه أيضاً ، كخبر دعاء النبيّ صلىاللهعليهوآله على يهوديٍّ بالموت (٧) ، وإخبار عيسى عليهالسلام بموت رجل ثمّ لم يمت (٩) ، وأنّ الصدقة والدعاء يغيّران القضاء ، وغير ذلك (١٠) .
وبالجملة : هذا من ضروريّات مذهب الإماميّة ، لكن ليس مرادهم به ما يستلزم تغيير علم اللّه تعالى وحدوث علم له بشيء بعد ما لم يكن ، كما
__________________
(١) سورة الرعد ١٣ : ٣٩ .
(٢) سورة الرحمن ٥٥ : ٢٩ .
(٣) الكافي ١ : ١١٣ / ١ (باب البَداء) ، التوحيد للصدوق : ٣٣١ ـ ٣٣٣ / ١ و٢ .
(٤) التوحيد : ٣٣٣ / ١ .
(٥) الكافي ١ : ١١٤ / ٣ (باب البداء) ، التوحيد : ٣٣٣ / ٣ .
(٦) الكافي ١ : ١١٥ / ١٢ (باب البَداء) ، التوحيد : ٣٣٤ / ٧ بتفاوت يسير .
(٧) الكافي ٤ : ٥ / ٣ (باب انّ الصدقة تدفع البلاء) ، بحار الأنوار ٤ : ١٢٣ .
(٨) انظر : الأمالي للصدوق : ٥٨٩ / ٨١٦ ، بحار الأنوار ٤ : ١٢٣ ، و١٤ : ٢٤٤ / ٢٢ ، كنز العمّال ٦ : ٣٧١ / ١٦١١٥ .
(٩) بحار الأنوار ٤ : ١٢٣ .