غير صالح ولا واصل نقصه اللّه من أجل الحياة وزاد على أجل البعث (١) ، قال : وذلك قوله تعالى : ( وَمَا يُعَمَّرُ مِن مُّعَمَّرٍ وَلَا يُنقَصُ مِنْ عُمُرِهِ إِلَّا فِي كِتَابٍ ) (٢) (٣) ، والأخبار من هذا القبيل كثيرة .
وما يكون ظاهره على خلاف هذا فهو مأوّل ، كقوله عليهالسلام : « فأمّا ما جاءت به الرسل فهي كائنة لا يكذّب نفسه ولا نبيّه ولا ملائكته » (٤) ؛ إذ الظاهر أنّ المراد هاهنا ما أخبروه على سبيل الحتم ، فإنّ الذي يستفاد من ملاحظة الروايات بعضها مع بعض أنّ أخبارهم على قسمين :
أحدهما : ما وصل إليهم من اللّه عزوجل بقيد أنّه من الاُمور المحتومة ، فهُم كانوا يخبرون كذلك ، فهذا الذي قال عليهالسلام : إنّه كائن لا محالة ؛ ولهذا قال الإمام عليهالسلام عند إخباره بخروج السفياني : « إنّه من المحتوم الذي لا بداء فيه » (٥) .
وثانيهما : ما وصل إليهم لا على هذا الوجه ، فهُم أيضاً كانوا يخبرون به كذلك ، وربّما أشعروا أيضاً باحتمال وقوع البداء فيه ، كما قال عليّ عليهالسلام بعد ما أخبر عن بعض الأشياء : ( يَمْحُو اللَّهُ مَا يَشَاءُ ) (٦) ، الآية (٧) .
وكفى لما ذكرناه شاهداً ما ورد أنّه سأل رجل أبا جعفر عليهالسلام أخبرني
__________________
(١) في «ش» : المبعث .
(٢) سورة فاطر ٣٥ : ١١ .
(٣) مجمع البيان ٢ : ٢٧٢ ـ ٢٧٣ ، الوسيط ٢ : ٢٥٢ .
(٤) تفسير العيّاشي ٢ : ٣٩٦ / ٢٢٤٤ ، بحار الأنوار ٤ : ١١٩ / ٥٨ .
(٥) الغيبة للنعماني : ٣٠١ / ٤ ـ ٦ ، الغيبة للطوسي : ٤٤٩ / ٤٥٢ ، بحار الأنوار ٥٢ : ٢١٥ / ٧١ ، وفيها « . . . لا بُدَّ منه » .
(٦) سورة الرعد ١٣ : ٣٩ .
(٧) التوحيد : ٣٠٤ / ١ (باب حديث ذِعلِب) ، بحار الأنوار ٤ : ١٣٤ .