يكون معناه أرشدنا إلى طريق كُمل الشيعة العدول الذين أنعمت عليهم في الدنيا بكمال معرفة النبيّ صلىاللهعليهوآله والأئمّة الأوصياء من ولده ، ومتابعتهم ، وعدم مخالفتهم ، وفي الآخرة باستحقاق دخول الجنّة ورفع درجاتهم ، ولا تجعلنا من الذين جحدوهم ، وأنكروا حقّهم ، حتّى استوجبوا سخطك وعذابك وخلود النار ، ولا من الذين حرموا عن حقّ معرفتهم ، وكمال متابعتهم ، ووقعوا بذلك في الضلالة وإن لم يجحدوا ولم ينكروا ولم يكفروا ، فافهم .
واعلم أنّ إطلاق لفظة الشيعة من هذا القبيل أيضاً ، فإنّ أكثر استعمالها في عرف الأحاديث بمعنى المؤمن الكامل ، وقد يطلق على مطلق الإماميّ ، كما هو كذلك في العرف العامّ ، وأمّا ما بمعنى مطلق من قدّم عليّاً عليهالسلام على الثلاثة فهو في العرف العامّ فقط .
وأمّا المسلم الحقيقي فهو عند الإماميّة بالمعنيين اللَّذَيْن ذكرناهما في المؤمن ، ومجازاً ما يشمل سائر أهل القبلة .
وبالجملة : مآل مذهب الإماميّة إلى وجوب إطاعة الأئمّة الاثني عشرعليهمالسلام وجوب إطاعة اللّه ورسوله صلىاللهعليهوآله ، والإذعان بأنّ قولهم هو قول اللّه ورسوله صلىاللهعليهوآله ، وأنّ ما لم يخرج منهم فهو باطل إلاّ أن يكون أصله منهم ، وأنّ كلّ ما علم أنّه منهم يجب التمسّك به ، ولا تجوز المخالفة بوجه ، وإلاّ فليقل ، قولي في هذه المسألة قول الأئمّة عليهمالسلام وإن لم يصل إليّ ، لا يجوز غير ذلك عندهم ولا يكون لا سيّما الرأي والقياس وأمثالهما .
وهذا خلاصة ما ذكرناه في هذا المطلب من مذهب هؤلاء الطائفة وما تفرّدوا به من سائر الطوائف كلّهم ، فيجب ملاحظته حتّى يتبيّن على المنصف اللبيب أنّهم كما ذكرنا ، هم الطائفة المحقّة والفرقة الناجية ، وأنّهم