حرف ، وأشباههما ، وقد عبّر عنهم الإمام بالمرجون لأمر اللّه ، كما سيظهر ، أي : المؤخّر أمرهم إلى مشيئة اللّه فيهم ، وذلك من قبيل تسمية الخاصّ باسم العامّ ، وإلاّ فكلّ الضالّ المذكور هاهنا كذلك .
وثالثها : ضعفاء الأعمال ، أي : فُسّاق المؤمنين الذين أذنبوا واعترفوا بذنبهم وخلطوا الصالح بالسيّء .
ورابعها : المتساوي في الحسنات والسيّئات ، بحيث لا يرجّح أحدهما على الآخَر .
ففي أحاديثٍ عن الصادق عليهالسلام أنّه قال ما خلاصته : « الناس على ستّة فَرِق يؤولون كلّهم إلى ثلاث فِرَق : الإيمان والكفر والضلال ، وهم أهل الوعيدين الذين وعدهم اللّه الجنّة والنار ، المؤمنون والكافرون والمستضعفون الذين قال اللّه : ( إِلَّا الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ ) الذين ( لَا يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً ) إلى الكفر ( وَلَا يَهْتَدُونَ سَبِيلًا ) إلى الإيمان ( فَأُولَٰئِكَ عَسَى اللَّهُ أَن يَعْفُوَ عَنْهُمْ ) (١) والمرجون لأمر اللّه إمّا يعذّبهم وإمّا يتوب عليهم ، والمعترفون بذنوبهم خلطوا عملاً صالحاً وآخَر سيّئاً ، وأهل الأعراف» قيل : من هم ؟ قال : « قوم استوت حسناتهم وسيّئاتهم ، فإن أدخلهم النار فبذنوبهم ، وإن أدخلهم الجنّة فبرحمته » (٢) .
أقول : والظاهر أنّ قوله تعالى في آخر سورة الحمد من قوله : ( صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ ) (٣) إلى آخر السورة إشارة إلى هذا ، بأن
__________________
(١) سورة النساء ٤ : ٩٨ و٩٩ .
(٢) انظر : الكافي ٢ : ٢٨١ ـ ٢٨٢ / ١ و٢ (باب أصناف الناس) .
(٣) سورة الحمد ١ : ٧ .