في النار ، غير قابل للجنّة بوجه ، سواء كان جاحداً ناصباً أم لا ، ولا يرد الاستشكال حينئذٍ بمن لم يسمع بالحقّ ، فإنّه ـ كما سيظهر ـ في حكم غير المكلّفين الذين هم تحت مشيئة اللّه تعالى ؛ ولهذا قيل : إنّ اللّه تعالى يعامل معه يوم القيامة بعلمه بإيمانه لو كان يسمع أو بكفره .
وأمّا على الأوّل ، وهو الأكثر مورداً ، لا سيّما في الكتاب والسنّة ، والأظهر إطلاقاً ، والأوضح معنىً ، والأضبط أفراداً ـ فغير المؤمن ـ الذي في مقابله ـ على قسمين أيضاً :
أحدهما : الكافر الذي يستحقّ خلود النار ، ولا يحلّ له دخول الجنّة أبداً .
وثانيهما : من لم يكن مثل هذا الكافر ولا مثل ذلك المؤمن ، بل واسطة بينهما ، وفي الحديث ـ كما سيأتي ـ أنّه يُسمّى ضالاًّ ، يعني : بالمعنى الأخصّ ، وإلاّ فكلّ كافر أيضاً ضالٌّ ؛ ولهذا قال عليهالسلام : إنّه لا مؤمن يستحقّ الجنّة ولا كافر يستحقّ خلود النار ، بل مثل هذا من المرجون لأمر اللّه وتحت مشيئته ، أي : أمره إلى اللّه تعالى إن شاء أدخله بعدله النار وإن شاء أدخله الجنّة برحمته ، وقد قسّمه الإمام عليهالسلام ـ كما سيأتي ـ على أربعة أصناف :
أحدها : ضعفاء العقول ومن بحكمهم من الذين لا يهتدون إلى الإيمان ؛ لعدم كمال استطاعتهم كالصبيان والمجانين والبلهاء من الرجال والنساء ، ومن لم تصل الدعوة إليه .
وثانيها : ضعفاء الدين ، أي : الذين دخلوا في الدين ، لكن من غير استقراره في قلوبهم واطمئنانهم إليه ، كالمؤلّفة قلوبهم ، ومن يعبد اللّه على