« إنّ الإيمان عشر درجات » (١) .
وإذ قد عرفت هذا ، فاعلم أنّ الناس عند أرباب النصوص من الإماميّة الماهرين في فهم أحاديث الأئمّة عليهمالسلام بحسب مقتضى الجمع بينها على قسمين : مؤمن ، وغير مؤمن ، والمراد بالمؤمن في بعض موارده من يستحقّ بكمال إيمانه الجنّة الموعود بها من اللّه عزوجل ، وفي بعضها من أمكن في حقّه دخول الجنّة ولو لم يستحقّها ، ففي الحديث ما خلاصته : أنّ المؤمن مؤمنان ، مؤمن صدق بعهد اللّه عزوجل ووفى بشروطه ، وهو ممّن يشفع ولا يُشفع له ، ومؤمن كخامة الزرع يعوّج أحياناً ويقوّم أحياناً ، وكيفما كفته (٢) الريح انكفأ وذلك ممّن يشفع له (٣) ، الخبر . وفي رواية : «إنّ الجنّة لو كانت مقصورة على أهل العرفان لخلت كثير من مواضعها ، إنّ الجنّة يدخلها من يحلف بعليّ بن أبي طالب عليهالسلام ولا (٤) يعرفه» (٥) ، يعني : كمال المعرفة .
وبالجملة : الظاهر أنّ الأخير هو صاحب أدنى مراتب الإيمان ، فحينئذٍ غير المؤمن ـ الذي في مقابله ـ إنّما يكون كافراً ، أي : من هو خالداً
__________________
(١) الكافي ٢ : ٣٧ / ٢ (باب آخر منه) ، بحار الأنوار ١٠٢ : ٢٩١ .
(٢) في بعض المصادر : كفّنه .
كفأ : كفأت الإناء وأكفأته إذا كببته وإذا أمَلْته .
انظر : النهاية لابن الأثير ٤ : ١٨٢ .
(٣) الكافي ٢ : ١٩٣ / ١ ، ٢ (باب في أنّ المؤمن صنفان) ، شرح الأخبار ٣ : ٥٠٨ / ١٤٥٩ ، تفسير نور الثقلين ٤ : ٢٦٠ / ٥٨ ، ٥٩ ، كنز الدقائق ٢ : ٥٢٢ ، بحار الأنوار ٦٧ : ١٩٢ / ٢ .
(٤) في «م» : «لم» بدل «لا» .
(٥) لم نعثر عليه .