وروي عن الخطيب البغدادي (١) في تاريخه ، وكذا عن الديلمي أنّ النبيّ صلىاللهعليهوآله قال : «ستفترق أُمّتي على بضع وسبعين فرقة ، أعظمها فتنةً على أُمّتي قوم يقيسون الأمر ، فيحرّمون الحلال ، ويحلّلون الحرام» (٢) .
وقد رواه الطبراني ، وابن عدي ، وابن عساكر ، والخطيب أيضاً ، عن عوف بن مالك عنه صلىاللهعليهوآله هكذا : «افترقت بنو إسرائيل على ثنتين وسبعين فرقة ، وتزيد اُمّتي عليها فرقة ، ليس فيها فرقة أضرّ على اُمّتي من قوم يقيسون الدين بآرائهم فيحلّون ما حرّم اللّه ، ويحرّمون ما أحلّ اللّه» (٣) .
وفي صحيح أبي داوُد : عن معاوية ، عن النبيّ صلىاللهعليهوآله أنّه قال : «إنّ من كان قبلكم من أهل الكتاب افترقوا على ثنتين وسبعين ملّة ، وإنّ هذه الاُمّة ستفترق على ثلاث وسبعين ملّة (٤) ، واحدة في الجنّة والباقون في النار ، وإنّه سيخرج من اُمّتي أقوام تجارى بهم تلك الأهواء كما يتجارى الكَلَبُ (٥) بصاحبه ، لا يبقى منه عرق ولا مفصل إلاّ دخله» (٦) .
أقول : سيأتي ما يدلّ صريحاً على كون المراد بالأهواء ما ورد في
__________________
(١) في «ش» و«م» ورد الخوارزمي ، والظاهر أنّه سهو .
(٢) تاريخ بغداد ١٣ : ٣٠٧ ، فردوس الأخبار ٢ : ٩٨ / ٢١٧٦ بتفاوت ، وحكاه عنهما ابن طاووس في الطرائف ٢ : ٢٥٧ .
(٣) المعجم الكبير ١٨ : ٥٠ / ٩٠ ، الكامل لابن عدي ٨ : ٢٥٣ /١٩٥٩ ، تاريخ مدينة دمشق ٦٢ : ١٥١ / ٧٩٠٩ ، تاريخ بغداد ١٣ : ٣٠٧ ، ٣٠٨ ، ٣٠٩ ، بتفاوتٍ في بعضها .
(٤) في «ش» : فرقة .
(٥) الكَلَبُ ، بالتحريك : داءٌ يَعرضُ للإنسان ، من عَضّ الكَلْب الكَلِب ، فيُصيبهُ شِبهُ الجنونِ ، فلا يَعَضُّ أحداً إلاّ كَلِبَ ، وَيعرِضُ له أعراضٌ رديئة ، ويمتنع من شُرب الماء حتّى يموت عطشاً .
انظر : لسان العرب ١ : ٧٢٣ مادّة ـ كلب ـ .
(٦) سنن أبي داوُد ٤ : ١٩٨ / ٤٥٩٧ .