ومنها قوله عليهالسلام في ذكر العلماء من اللّه وغيرهم ، حيث قال عليهالسلام : «وآخَر قد يُسمّى عالماً وليس به ، فاقتبس جهائل من جهّال ، وأضاليل من ضُلاّل ، قد حمل الكتاب على آرائه ، وعطف الحقّ على أهوائه ، يقول : أقف عند الشبهات ، وفيها وقع ، ويقول : أعتزل البدع ، وبينها اضطجع ؛ فالصورة صورة إنسان ، والقلب قلب حيوان ، لا يعرف باب الهدى فيتبعه ، ولا باب العمى فيصدّ عنه» إلى قوله عليهالسلام :
«فأين يُتاه بكم ؟ بل كيف تعمهون (١) ؟ وبينكم عترة نبيّكم ، وهم أزمّة الحقّ ، وألسنة الصدق فأنزلوهم بأحسن منازل القرآن ، وَرِدُوهم ورود الهِيم العِطاش .
أيّها الناس ، خذوها عن خاتم النبيّين : إنّه يموت من يموت منّا وليس بميّت ، ويبلى من بَلِيَ منّا وليس ببال ، فلا تقولوا ما لا تعرفون ، فإنّ أكثر الحقّ فيما تنكرون» إلى قوله عليهالسلام :
«فلا تستعملوا الرأي فيما لا يدرك قعره البصر ، ولا يتقلقل إليه الفكر» (٢) .
ومنها قوله عليهالسلام في جواب من سأله عن صفات اللّه ، فذكر خطبة مشتملة على صفات اللّه ، ثمّ قال عليهالسلام : «فانظر أيّها السائل ، فما دلّك القرآن عليه في صفته فائتمَّ به واستضِئ بنور هدايته ، وما كلّفك الشيطان علمه ممّا ليس في الكتاب عليك فرضه ، ولا في سنّة النبيّ صلىاللهعليهوآلهوأئمّة الهدى أثره، فَكِلْ علمه إلى اللّه سبحانه فإنّ ذلك منتهى حقّ اللّه عليك» ، الخبر ، إلى قوله عليهالسلام :
«فلا تقدّر عظمة اللّه سبحانه على قدر عقلك فتكون من الهالكين» (٣) .
__________________
(١) في «ش» نسخة بدل : «تحكمون» .
(٢) نهج البلاغة : ١١٩ ـ ١٢٠ ، الخطبة ٨٧ ، نقلها المؤلّف بتصرّف .
(٣) نهج البلاغة : ١٢٥ ، الخطبة ٩١ .