إلى قوله عليهالسلام :
«لا يحسب العلم في شيء ممّا أنكره ، ولا يرى أنّ وراء ما بلغ منه مذهباً لغيره ، ( (١) وإن قاس شيئاً بشيء لم يكذّب رأيه ؛ كيلا يقال : لا يعلم» إلى قوله عليهالسلام :
«يحلّل بقضائه الفرج الحرام ، ويحرّم بقضائه الفرج الحلال» إلى قوله عليهالسلام :
«أيّها الناس ، عليكم بالطاعة والمعرفة بمن لا تعذرون بجهالته ، وإنّ العلم الذي هبط به آدم عليهالسلام ، وجميع ما فضّلت به النبيّون إلى خاتمهم في عترة نبيّكم ، فأَنّى يُتاه بكم ؟ بل أين تذهبون ؟» إلى قوله عليهالسلام :
«أما بلغكم ما قال فيكم نبيّكم ، حيث قال : إنّي تارك فيكم الثقلين ما إن تمسّكتم بهما لن تضلّوا ، كتاب اللّه وعترتي أهل بيتي ، وإنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض ، فانظروا كيف تخلّفوني فيهما ؟»
ثمّ قال عليهالسلام : «ألا إنّ هذا عذب فرات فاشربوا ، وهذا ملح اُجاج فاجتنبوا)» (٢) .
أقول : صراحتها في جميع ما نحن فيه ظاهرة ، وقد تقدّمت سابقاً أيضاً في أحاديث فاتحة الكتاب (٣) .
__________________
(١) من هنا إلى قوله عليهالسلام «فاجتنبوا» لم يرد في نهج البلاغة ، وكذا قوله عليهالسلام : «قد سمّاه . . اشباه الناس . . .» في ص ٦٩ .
(٢) نهج البلاغة : ٥٩ ، الخطبة ١٧ ، الكافي ١ : ٤٤ / ٦ (باب البدع والرأي والمقائيس) ، الإرشاد للمفيد ١ : ٢٣١ ، الاحتجاج ١ : ٦٢٣ ـ ٦٢٤ / ١٤٣ ـ ١٤٤ ، نثر الدرّ للآبي ١ : ٣٠٨ ، ترجمة الإمام عليّ بن أبي طالب عليهالسلام ٣ : ٢٢١ ـ ٢٢٣ .
وفي الاحتجاج ورد : «لا تعتذرون بجهالته ، فإنّ العلم» .
(٣) انظر الجزء الأوّل ، ص ٤٥ .