فتسقط الشعرات قال : إذا فرغت من إحرامك فاشتر بدرهم تمرا وتصدق به فإن تمرة خير من شعرة » بل سأله عليهالسلام ليث المرادي (١) « عمن يتناول لحيته وهو محرم يعبث بها فينتف منها الطاقات يبقين في يده خطأ أو عمدا فقال لا يضره » واحتمال إرادة عدم استحقاق العقاب من عدم الضرر باعتبار الصدقة بالكف كما ترى ، وعن جعفر بن بشير والمفضل بن عمر النباحي (٢) سأله عليهالسلام « عن محرم مس لحيته فسقط منها شعرتان فقال عليهالسلام : لو مسست لحيتي فسقط منها عشر شعرات ما كان على شيء » ودعوى ظهوره في غير المتعمد يدفعها أنه مثل نصوص الكف والكفين.
وكيف كان فالمشهور أنه لو فعل ذلك في وضوء الصلاة لم يلزمه شيء للأصل والحرج ومنافاة إيجاب الكفارة فيه لغرض الشارع ، وصحيح الهيثم ابن عروة التميمي (٣) قال : « سأل رجل أبا عبد الله عليهالسلام عن المحرم يريد إسباغ الوضوء فيسقط من لحيته الشعرة والشعرتان فقال : ليس بشيء ، ( ما جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ ) » بل ظاهره عدم اختصاص ذلك بالوضوء للصلاة ولعله لذا كان المحكي عن بني زهرة وإدريس ، والبراج الطهارة التي تعم الغسل المصرح به في محكي الخلاف والمبسوط والدروس ، بل في غيرها التصريح بإلحاق التيمم وإزالة النجاسة والحك الضروري ، لكن عن الصدوق والسيد وسلار إطلاق
__________________
(١) الوسائل ـ الباب ١٦ من أبواب بقية كفارات الإحرام الحديث ٨.
(٢) الوسائل ـ الباب ١٦ من أبواب بقية كفارات الإحرام الحديث ٧ عن جعفر بن بشير والمفضل بن عمر قال : « دخل الساجبي على أبي عبد الله عليهالسلام فقال : ما تقول في محرم مس. إلخ ، وكذلك في التهذيب ج ٥ ص ٣٣٩ الرقم ١١٧٣ وفيه « النباجي ».
(٣) الوسائل ـ الباب ١٦ من أبواب بقية كفارات الإحرام الحديث ٦.