عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم : الضَّيْفُ يُلْطَفُ (١) لَيْلَتَيْنِ ، فَإِذَا
__________________
والظاهر أنّ الحكم باتّحاد هذين العنوانين بعد التأمّل في ما ذكرناه من الأسناد ومقارنة بعضها مع بعض ، لا يواجه إشكالاً خاصّاً. وما ورد في بعض الأسناد المتقدّمة من رواية سليمان بن جعفر البصري عن أبي عبد الله عليهالسلام مباشرةً ، بعد عدّ النجاشي سليمان بن جعفر الجعفري من أصحاب الرضا عليهالسلام ـ كما تقدّم ـ وبعد ذكر البرقي والشيخ الطوسي سليمان بن جعفر الجعفري في أصحاب موسى بن جعفر والرضا عليهماالسلام ـ كما ورد في رجال البرقي ، ص ٥٢ وص ٥٣ وفي رجال الطوسي ، ص ٣٣٨ ، الرقم ٥٠٢٧ وص ٣٥٨ ، الرقم ٥٢٩٨ ـ لا يمنع من هذا الاستظهار ؛ فإنّ الظاهر وقوع خلل من السقط أو الإرسال في هذه الأسناد وهي خمسة. يؤكّد ذلك أنّ ثلاثة منها وهى ما ورد في الكافي ، ح ١١٦٢٥ و ١١٦٢٦ و ١١٦٣٢ مضمون أخبارها في حقوق الضيف ، ولا يبعد كونها خبراً واحداً مقطّعاً ، كما نبّه عليه الاستاذ ـ السيّد محمّد جواد الشبيري ـ دام توفيقه.
هذا ، وقد ذكر الشيخ الطوسي في رجاله ، ص ٢١٦ ، الرقم ٢٨٤٤ ، سليمان بن جعفر البصري في جملة أصحاب أبي عبد الله عليهالسلام. ولكن لم يرد هذا العنوان في بعض نسخ رجال الطوسي. وقد صرّح في معجم رجال الحديث ، ج ٨ ، ص ٢٣٧ ، الرقم ٥٤١٦ بأنّ أكثر النسخ خالية من هذا العنوان.
الأمر الرابع : أنّه يمكن أن يقال : بعد تضافر النسخ ـ حتّى نسخة « بن » وهى بخطّ الشيخ الحرّ قدسسره ـ على وجود « حفص » لا يمكن الاعتماد على ما ورد في الوسائل في تصحيح المتن ؛ فإنّ احتمال التصحيح الاجتهادي من قبل الشيخ الحرّ غير منفيّ.
لكن هذا القول غير مقبول ؛ فإنّ أسناد الكافي المشتملة على « حفص » ثلاثة كما تقدّم. ورأينا أنّ الوسائل متفّق مع أكثر النسخ في الموضع الثالث وهو الكافي ، ح ١١٦٣٢ ، وكان بإمكان الشيخ الحرّ أن يصحّح هذا المورد أيضاً. فلا وجه للقول بالتصحيح الاجتهادي في الموضعين الأوّلين.
ويؤكّد ذلك ما ورد في نسخة « بن » ، وهي بخطّ الشيخ الحرّ ؛ فإنّ المذكور ابتداءً في هذه النسخة في قبال الموضعين الأوّلين ، وهما ما نحن فيه والكافي ، ح ١١٦٢٨ ، « سليمان بن جعفر البصري » ثمّ بُدِّل « جعفر » بـ « حفص » في الموضعين والتبديل قد وقع بخطّ المتن وهو خطّ الشيخ الحرّ قدسسره.
(١) في الوافي : « اللطف : الرفق والدنوّ ، والإلطاف : البرّ والإحسان ، والمعنيان هنا محتملان ».