اتّقوا الله عزوجل! » فإذا سمعوا صوته ألقوا ما في أيديهم وأرعوا إليه بقلوبهم وتسمّعوا بآذانهم ، فيقول : « قدّموا الاستخارة ، وتبرّكوا بالسّهولة ، واقتربوا من المبتاعين ، وتزينوا بالحلم ، وجانبوا الكذب ، وتجافوا عن الظّلم ، وأنصفوا المظلومين ، ولا تقربوا الرّبا ، و ( أوفوا الكيل والميزان ) ، ( ولا تبخسوا النّاس أشياءهم ، ولا تعثوا في الأرض مفسدين ) ». فيطوف جميع الأسواق ثمَّ يرجع فيقعد للنّاس.
وروي عن الصّادق ، عليهالسلام ، أنّه قال : من لم يتفقّه في دينه ، ثمَّ اتّجر ، تورّط في الشّبهات ».
وينبغي أن يجتنب الإنسان في تجارته خمسة أشياء : مدح البائع ، وذمّ المشتري ، وكتمان العيوب ، واليمين على البيع ، والرّبا. ولا يجوز لأحد أن يغشّ أحدا من النّاس فيما يبيعه أو يشتريه. ويجب عليه النّصيحة فيما يفعله لكلّ أحد. وإذا قال إنسان للتّاجر : اشتر لي متاعا ، فلا يعطه من عنده ، وإن كان الذي عنده خيرا ممّا يجده ، إلّا بعد أن يبيّن أن ذلك من عنده ومن خاصّ ماله. ويجتنب بيع الثّياب في المواضع المظلمة التي يستر فيها العيوب.
وينبغي أن يسوي بين النّاس في البيع والشّراء. فيكون الصّبيّ عنده بمنزلة الكبير ، والسّاكت بمنزلة المماكس ، والمستحيي بمنزلة البصير المداقّ ، ولا يفضّل بعضها منهم