وحكاه في المعتبر عن المرتضى في جمل العلم والعمل (١). وقد سبق في حكاية كلامه في المصباح أنّه استثناء من المباح ، وابن الجنيد اشترط في طهارة السؤر ـ كما نقلناه عنه آنفا ـ عدم كون الحيوان جلّالا (٢). ويعزّ إلى الشيخ في المبسوط استثناؤه من المباح (٣) كما فعله المرتضى ، ولم نقف لما قالوه على حجّة.
والأصل ـ بتقريبه السابق ـ مضافا إلى عموم الأخبار المتقدّمة يقتضي الطهارة.
وقد يقال : إنّ رطوبة أفواهها ينشأ عن غذاء نجس فيجب الحكم بالنجاسة.
وردّه المحقّق بمنع الملازمة ، وبالنقض ببصاق من شرب الخمر إذا لم يتغيّر ، وبما لو أكلت غير العذرة ممّا هو بخس وما ذكره متّجه (٤).
وعلى كلّ حال فلا بأس بالقول بالكراهة. والاحتياط لخلاف الجماعة.
[ الفرع ] الثاني :
قال المحقّق في المعتبر : « يكره سؤر ما أكل الجيف من الطير إذا خلا موضع الملاقاة من النجاسة. ولا يحرم. وبه قال علم الهدى قدسسره في المصباح » (٥). وحكي عن الشيخ استثناؤه من المباح. وقد سبق نقل ذلك عنه.
ثمّ احتجّ المحقّق لما صار إليه من نفي التحريم بأنّ الإذن في استعمال سؤر
__________________
(١) المعتبر ١ : ٩٧.
(٢) راجع الصفحة : ٢٤٨.
(٣) المبسوط ١ : ١٠.
(٤) المعتبر ١ : ٩٧.
(٥) المعتبر ١ : ٩٨.