قيمة الكتاب العلمية
إنّ مقدّمة كتاب المعالم التي مثلث دورة اصولية استدلالية كاملة في عصر المؤلّف هي التي أدّت إلى اشتهار المؤلّف وخلود ذكره ؛ لما اتّسم القسم الاصوليّ من كتابه بالمنهجية ، ووضوح التعبير ، وإحكام البيان ، والإحاطة بالآراء وأدلّتها حتّى عصر المؤلّف ، وقوّة النقد ، والاهتمام بالمناقشات ، التي تستحقّ الاهتمام ؛ لغرض الكشف عن الحقيقة وتربية الذهنية الاصولية عند الفقيه.
إنّ هذه السمات بالرغم من انسحابها على القسم الفقهي من الكتاب ولكنّه لم يشتهر كاشتهار القسم الاصولي منه ، ولعلّ ذلك يعود إلى وجود كتب فقهية ممتازة بكونها تمثّل دورة فقهية كاملة بينما لم يوفّق المؤلّف حتّى إلى إتمام مباحث كتاب الطهارة ، بالاضافة إلى أنّ الحوزات العلمية كانت تميل إلى اختيار الكتب التي تتمتّع بنوع من التعقيد في العبارة والإيجاز في البحث كتبا دراسية ليضطرّ الطالب إلى التأمّل والتدقيق لحلّ الألغاز والعبائر المشكلة ترويضا للذهن وإعدادا للطالب لممارسة عملية الاجتهاد الفكري في حقلي الفقه والاصول ، بينما نجد المعالم سلس البيان واضح العبارة خاليا من التعقيد ، ينال المطالع منه بغيته بسرعة فائقة ولا يحتاج إلى التأمّل الكثير لفهم مقاصد المؤلّف ومناقشاته للآراء المخالفة لرأيه.
ومع هذا كلّه فإنّا نجد عند من تأخّر عن صاحب المعالم الاهتمام بآرائه التي جاءت في فقه المعالم كالعلّامة المجلسي في كتاب الطهارة من حقل الفقه لبحار الأنوار ، وكالشيخ مرتضى الأنصاري (١٢٨١) في كتاب الطهارة من موسوعته الفقهية .. وهذا ممّا يشير إلى أهمية المؤلّف وأهمية آرائه التي سجّلها في معالمه.