بعض من يعرف الحقّ بالرّجال ، فنحن من وراء الطلب لبيان هذه الروايات (١) التي يدّعى (٢) ورودها في هذا المقام.
وربما يوجد في كلام بعض المتأخّرين أنّ البغل مذكور بدل الحمار (٣) في موضع من التهذيب ، ونحن قد أكثرنا تصفّحه فيما عندنا من النسخ له فلم نره.
مع أنّ تكلّف المحقّق للجواب عن الاعتراض على الحديث بذكر الجمل كما عرفته ينافيه.
وينبغي أن يعلم أنّ العلّامة رضوان الله عليه لم يستدلّ على هذا المدّعى بما استدلّ به المحقّق ؛ لما ذكرناه من عدم التعرّض للبغل في الرواية التي حكاها ، ولكنّه استدلّ له بوجه ضعيف أيضا وسنذكره في بيان ما ينزح للبقرة ، والفرس ، حيث سوّى بين الجميع في الحكم ، وجعله دليلا على الكلّ.
مسألة [١٢] :
ومن الأصحاب من ذهب إلى أنّ البقرة والفرس ينزح لموت كلّ منهما الكر كالحمار ، واختاره العلّامة والشهيد من المتأخرين (٤).
وأنكره المحقّق في المعتبر ، فقال ـ بعد حكايته له عن المفيد والمرتضى والشيخ ـ : « ونحن نطالبهم بدليل ذلك ، فإن احتجّوا برواية عمرو بن سعيد قلنا : هي مقصورة على الجمل والحمار والبغل ، فمن أين يلزم في البقرة والفرس؟
__________________
(١) في « ب » : الرواية.
(٢) في « أ » : التي يدّعي ورودها.
(٣) في « أ » : بدل الجمل.
(٤) منتهى المطلب ١ : ٧٤ ـ ٧٦ ، واللمعة الدمشقية ١ : ٢٦٠ ، طبعة كلانتر.