٢
الظروف السياسية والاجتماعية والثقافية في عصر صاحب المعالم
لقد نشأ صاحب المعالم في عصر تحكّمت فيه دولتان قويّتان : الدولة العثمانية والدولة الصفوية ، كما عاش في منطقتين متميّزتين : جبل عامل ( من بلاد الشام ) والنجف من العراق ( الذي كانت تتناوب الدولتان العثمانية والصفوية في التحكّم به وتسيير شئونه ).
ومن هنا يلزم أن نتعرّف على طبيعة الظروف السياسية والاجتماعية التي كانت تمرّ بها بلاد الشام وبلاد فارس وطبيعة الحكم العثماني والحكم الصفوي من جهة اخرى.
أ ـ نبذة عن التأريخ السياسي للتشيّع في بلاد الشام :
« لبلاد الشام علاقة عريقة وقديمة بالتشيّع منذ عهد الأمويّين والعبّاسيّين ، إلّا أنّ الشيعة في هذين العهدين كانوا يعيشون مرحلة التقية والسرّية من الناحية السياسية والدينية بسبب الاضطهاد الطائفي الذي كان يمارسه حكّام بني امية والعباسيين وولاتهم في هذه المنطقة وغيرها من مناطق العالم الإسلامي.
حتّى إذا انقضى عصر عهد العباسيين وظهرت للشيعة دول في التأريخ بعد سقوط الدولة العباسية ـ مثل دولة البويهيين في العراق وفارس ، ودولة الحمدانيين في الموصل وحلب ، ودولة العلويين في مصر والحجاز والشام وإفريقيا ـ بدأ الشيعة يتحرّكون في بلاد الشام وينشطون ثقافيا وسياسيا.
ولقد عاش شيعة الشام أيام الفاطميين في القرن الرابع فترة حرية واستقرار ،