لأنّ داود بن سرحان لم يعلم حاله إلّا من توثيق النجاشي (١) ، وقد عرفت عدم الاكتفاء بمثله (٢). والأخيرة ضعيفة ؛ لجهالة بكر.
وأمّا ادّعاء لزوم العسر والحرج فغير مقبول.
مسألة [٦] :
ذهب والدي عليه الرحمة إلى أنّ استواء سطح الماء غير معتبر في الكرّ
فلو بلغ الماء المتواصل المختلف السطوح كرّا لم ينفعل شيء منه بالملاقاة (٣) ، سواء في ذلك الأعلى والأسفل (٤).
واحتجّ له بعموم ما دلّ على عدم انفعال مقدار الكرّ بملاقاة النجاسة ، وذكر أنّ كلام أكثر الأصحاب خال من تقييد الكرّ المجتمع بكون سطوحه مستوية ، وعدّ منهم العلّامة (٥) رحمهالله فإنّه أطلق في كتبه الحكم في مسألة الغديرين الموصول بينهما بساقية ، ومسألة القليل الواقف إذا اتّصل بالجاري ، حيث حكم باتّحاد الغديرين مع الساقية ، فمتى كان المجموع كرّا لم ينفعل بالملاقاة. وكذا في القليل المتّصل بالجاري.
ثمّ عزى إلى جماعة من متأخّري الأصحاب اضطراب الفتوى في ذلك ، ولم أره إلّا في كلام الشهيد رحمهالله فإنّه قال في الدروس :
__________________
(١) رجال النجاشي : ١٥٩.
(٢) ذهب في المقدّمة ـ في مبحث الأخبار ـ إلى عدم الاكتفاء بتزكية الواحد العالم بها.
(٣) في « ب » : لم ينقل نجاسة بالملاقاة.
(٤) روض الجنان : ١٣٦.
(٥) تحرير الأحكام ١ : ٤ ، الطبعة الحجرية.