البحث الثالث
في
الجاري والغيث
مسألة [١] :
ذهب أكثر الأصحاب إلى أنّ الماء الجاري ـ وهو النابع غير البئر ـ لا ينجس بملاقاة النجاسة وإن نقص عن الكرّ.
وخالف في ذلك العلّامة فاعتبر فيه الكرّيّة كالواقف (١). ولم يعرف له موافق ممّن تقدّمه من الأصحاب.
بل ظاهر المحقّق انعقاد إجماعهم على خلافه ؛ فإنّه قال في المعتبر : لا ينجس الجاري بالملاقاة وهو مذهب فقهائنا أجمع (٢).
والعجب أنّ العلّامة في المنتهى وافق المحقّق على نقل اتّفاق فقهائنا على عدم نجاسته بالملاقاة. وذكر قبل ذلك أنّ تغيّر الجاري بالنجاسة لا يوجب نجاسة جميعه بل القدر المتغيّر فقط. ووجّهه بأنّ غير المتغيّر لم يتحقّق فيه إلّا الملاقاة وهي لا توجب التنجيس له. ووعد بمجيء دليله وعنى به
__________________
(١) منتهى المطلب ١ : ٢٨ ـ ٢٩ ، وتذكرة الفقهاء ١ : ١٧.
(٢) المعتبر ١ : ٤١.