حصول الامتزاج بين المائين.
وعليك بامعان (١) النظر في هذه المباحث ؛ فإنّ كلام الأصحاب فيها غير منقّح ، والنصوص معدومة. وما ذكرناه فيها هو الذي أدّى إليه النظر ووصل إليه الفكر وما التوفيق إلّا بالله.
مسألة [٩] :
وفي طهر القليل باتمامه كرّا خلاف بين الأصحاب.
فذهب الشيخ في الخلاف ، وابن الجنيد من المتقدّمين ، والفاضلان ، والشهيدان وكثير من المتأخّرين إلى عدم حصول الطهارة به (٢).
وقال المرتضى في بعض مسائله : إنّه يطهر. وتبعه على ذلك جماعة من الأصحاب منهم سلّار وابن ادريس (٣). وهم بين : مصرّح بعدم الفرق بين إتمامه بطاهر ونجس ، وفارق بينهما فقصر الحكم بالطهارة على الإتمام بالطاهر ، ومطلق للحكم بحيث يتناول بظاهره الأمرين.
وممّن تبع المرتضى في هذا القول الشيخ علي من المتأخرين (٤).
ويحكى عن الشيخ ـ في المبسوط (٥) ـ التردّد.
__________________
(١) في « أ » : بإنعام النظر.
(٢) راجع الخلاف ١ : ١٩٤. وكلام ابن الجنيد في مختلف الشيعة ١ : ١٧٩. وشرايع الإسلام ١ : ١٢. وتحرير الأحكام ١ : ٤. وذكرى الشيعة ٩. وروض الجنان : ١٤٢.
(٣) راجع المراسم : ٣٦. والسرائر ١ : ٦٣.
(٤) رسائل المحقّق الكركي ١ : ٨٣.
(٥) المبسوط ١ : ٧.