والفرق في الولاية : أن وازع الولاية طبيعي ، بخلاف الشهادة. فإن وازعها ديني (١).
وعن آية الأمانة : أنها لا تستلزم قبول الشهادة. مع أن فيها قولهم : (لَيْسَ عَلَيْنا فِي الْأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ) (٢) ومن أين لنا أن هذين الشاهدين لا يقول هذا القول؟! ويعارض الجميع بقوله تعالى (لا يَسْتَوِي أَصْحابُ النّارِ وَأَصْحابُ الْجَنَّةِ) (٣) ، وقوله تعالى (أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصّالِحاتِ) (٤) (٥).
وفيه نظر ، لأن الاستواء غير حاصل على تقدير قبول شهادتهم على أهل الذّمّة ، لأن المسلم مقبول الشهادة على الإطلاق ، وشهادة هؤلاء مقصورة على أهل ملتهم.
وزعم بعض العامة (٦) : أن آية المائدة منسوخة بقوله تعالى : (وَأَشْهِدُوا ذَوَيْ عَدْلٍ مِنْكُمْ) (٧).
ولم يثبت ، مع أن المائدة من آخر القرآن نزولا.
__________________
(١) المصدر السابق : ٤ ـ ٨٦.
(٢) آل عمران : ٧٥.
(٣) الحشر : ٢٠.
(٤) الجاثية : ٢١.
(٥) ذكر هذه المعارضة القرافي في ـ الفروق : ٤ ـ ٨٦.
(٦) هم المالكية. انظر : المصدر السابق نفسه.
(٧) الطلاق : ٢.