وفيه نظر ، لأنه يمكن أن يكون ذلك مع استحقاق الثواب لكنه ناقص ، أما حديث النصف إلى العشر فظاهر. وأما الملفوفة ، فكناية عن حرمانه عن معظم الثواب ، كيف وقد حصل نية التقرب ، وهي مقتضية للثواب مع تمام العمل؟ ويمكن أن يراد بالملفوفة هنا : غير المجزئة ، لاشتمالها على نوع من الخلل.
٥ : ولأن الناس مجمعون على الدعاء بقبول الأعمال ، فلو كان القبول هو الإجزاء ، لم يحسن إلا قبل الشروع في العمل ، بمعنى تيسير الشرائط والأركان وارتفاع الموانع ، وهم يسألون قبل وبعد (١) :
وفيه نظر ، لأن السؤال قد يكون لزيادة القبول ، أي زيادة لازمة أعني : الثواب ، أو على سبيل الانقطاع إلى الله تعالى.
٦ : وقوله تعالى (إِنَّما يَتَقَبَّلُ اللهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ) (٢) فظاهره أن غير المتقي لا يتقبل الله (٣) منه ، مع أن عبادته مجزئة بالإجماع (٤).
وفيه نظر ، لأن بعض المفسرين قال يراد : من المؤمنين (٥) ، لأن الإيمان هو التقوى ، قال الله تعالى (وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوى) (٦).
__________________
(١) انظر : القرافي ـ الفروق : ٢ ـ ٥٣.
(٢) المائدة : ٢٧.
(٣) زيادة من (ك).
(٤) انظر : القرافي ـ الفروق : ٢ ـ ٥١.
(٥) انظر : تفسير الطبري : ٦ ـ ١٩١ (الطبعة الثانية) ، نسبه إلى جماعة من أهل التأويل ، منهم الضحاك.
(٦) الفتح : ٢٦.