وأراد ابن سعد التأكد من ذلك فطلب من الامام الاجتماع به فاجابه الى ذلك ، ولما مثل عنده قال له :
ـ ما جاء بك؟
ـ أهل الكوفة
ـ أما عرفت ما فعلوا معكم؟
ـ من خادعنا في اللّه انخدعنا له
ـ قد وقعت الآن فما ترى؟
ـ أرجع فأقيم بمكة أو بالمدينة ، أو أقيم ببعض الثغور
وفرح ابن سعد من موقف الامام ورأى فيه بادرة لاحلال السلام والتجنب من الحرب (١).
وبادر ابن سعد فكتب رسالة الى أميره ابن مرجانة جاء فيها :
«أما بعد : فان اللّه اطفأ النائرة ، وجمع الكلمة ، وأصلح أمر الأمة. هذا حسين اعطاني عهدا أن يرجع الى المكان الذي منه أتى أو أن يسير الى ثغر من الثغور فيكون رجلا من المسلمين له مالهم ، وعليه ما عليهم أو ان يأتي امير المؤمنين يزيد فيضع يده في يده ، فيرى فيما بينه وبينه رأيه وفي هذا رضا لك ، وللأمة صلاح».
__________________
(١) الصراط السوي في مناقب آل النبي (ص ٨٧)