وهجمت على ريحانة رسول اللّه (ص) تلك العصابة المجرمة التي تحمل رجس الأرض وخبث اللئام فحملوا عليه ـ يا للّه ـ من كل جانب وهم يوسعونه ضربا بالسيوف وطعنا بالرماح فضربه زرعة بن شريك التميمي على كفه اليسرى ، وضربه وغد آخر على عاتقه ، وكان من احقد أعدائه عليه الخبيث سنان بن انس ، فقد أخذ يضربه تارة بالسيف واخرى يطعنه بالرمح ، وكان يفخر بذلك ، وقد حكى للحجاج ما صنعه به باعتزاز قائلا :
«دعمته بالرمح ، وهبرته بالسيف هبرا» (١)
فالتاع الحجاج على قسوته وصاح به : اما انكما لن تجتمعا في دار (٢).
وأحاط به اعداء اللّه من كل جانب ، وسيوفهم تقطر من دمه الزكي يقول بعض المؤرخين إنه لم يضرب أحد في الاسلام كما ضرب الحسين فقد وجد به مائة وعشرون جراحة ما بين ضربة سيف وطعنة رمح ورمية سهم (٣).
ومكث الامام مدة من الوقت على وجه الأرض ، وقد هابه الجميع ونكصوا من الاجهاز عليه يقول السيد حيدر :
فما اجلت الحرب عن مثله |
|
صريعا يجبن شجعانها |
__________________
(١) هبرته : قطعته
(٢) مجمع الزوائد ٩ / ١٩٤
(٣) الحدائق الوردية ١ / ١٢٦