الراهنة التي تحيط به ، فقد اعلمهم أن من يلتحق به لا ينال منصبا أو مالا وانما يقدم إلى ساحات الجهاد فيفوز بالشهادة ولو كان من عشاق الملك لما ادلى بذلك في تلك الساعات الحرجة الذي هو في أمس الحاجة إلى الناصر والصديق الذي يذب عنه.
لقد نصح الامام أصحابه واهل بيته مرارا في التخلي عنه ، وما ذلك إلا ليحاربوا على بصيرة وبينة من امرهم .. وفعلا فقد تبعه خيرة الرجال واصلبهم في الدفاع عن الحق ، تبعوه ونفوسهم مليئة بالايمان باللّه ، والاخلاص إلى الجهاد في سبيله.
وخفق الامام الحسين وقت الظهيرة فرأى رؤيا افزعته ، فانتبه مذهولا فاقبل عليه ولده البار علي الأكبر فقال له :
ـ مالي أراك فزعا؟
ـ رأيت رؤيا اهالتني
ـ خيرا رأيت؟
وفاجأه ابوه بالرؤيا المفجعة قائلا :
«رأيت فارسا وقف علي ، وهو يقول : انتم تسرعون ، والمنايا تسرع بكم إلى الجنة ، فعلمت ان انفسنا قد نعيت إلينا» (١).
واسرع الولد البار قائلا :
«ألسنا على الحق؟»
«بلى والذي إليه مرجع امر العباد»
__________________
(١) تأريخ الاسلام للذهبي ٢ / ٣٤٦