ومن معطيات الثورة الحسينية انها ركزت التشيع في اطاره العقائدي واصبح عقيدة راسخة في نفوس الشيعة ، يقول فيليب حتى : «لقد ولدت الشيعة في اليوم العاشر من المحرم ، ومن ذلك اليوم اصبحت الامامة في سلالة علي قاعدة من قواعد العقيدة الشيعية ، كما كانت نبوة محمد (ص) قاعدة من قواعد الاسلام (١) ويقول بعض المستشرقين : «لو لا مقتل الحسين لما كانت هناك شيعة في الاسلام» (٢) ويقول سترثمان : لقد كانت دماء الحسين التي سالت على سيوف القوات الحكومية هي النواة التي انبتت العقيدة الشيعية اكثر من دماء علي الذي اغتالته يد متامر خارجي».
ويقول الشيخ التستري : انه لو لم يتحمل الحسين لهذه المصائب لم يظهر دين للشيعة ، وذلك لأن بني أمية لما استولوا على البلاد واظهروا الفساد ، وسعوا في اخفاء الحق ، حتى شبهوا الأمر على الناس ، فجعلوا سب علي من اجزاء الصلاة ، وادخلوا في اذهان الناس أن بني أمية أئمة الاسلام ، ورسخ ذلك في عقائد الناس من زمن طفولتهم حيث انهم القوا ذلك الى المعلمين ليفدوا الاطفال في مكاتبهم ومدارسهم ، فاعتقد الناس حقيقة ان هؤلاء أئمة الدين ، وان مخالفهم على ضلال. ولما قتل الحسين بتلك الكيفية وسبيت عياله تنبه الناس الى أن هؤلاء لو كانوا أئمة حق ما فعلوا ذلك ، وان فعلهم لا يطابق دينا ولا مذهبا ولا عدلا ولا يطابق جور الجائرين (٣).
__________________
(١) تاريخ العرب ١ / ٢٣٧
(٢) الحسين بن علي لعمر ابو النصر (ص ١٠)
(٣) خصائص الحسين (ص ٨٩)