أقول : وزادني حنقا وغيظا |
|
أزال اللّه ملك بني زياد |
وابعدهم كما بعدوا وخافوا |
|
كما بعدت ثمود وقوم عاد |
ولا رجعت ركائبهم إليهم |
|
إذا وقفت يوم التناد (١) |
رساد البكاء وعمت اللوعة وانتشر الحزن في جميع انحاء يثرب ، فلم ير اكثر باك ولا باكية من ذلك اليوم.
وأقام عبد اللّه بن جعفر مأتما للعزاء على ابن عمه الحسين فجعل الناس يفدون عليه يعزونه بمصابه الأليم ، ويقول المؤرخون : انه كان له مولى يسمى ابا السلاسل فقال له :
«هذا ما لقينا من الحسين»
وقد حسب الغبي أنه يتقرب إليه بذلك لأنه لو لا الحسين لما استشهد ولداه ، ولما سمع ابن جعفر مقالته فقد أهابه ، وحذفه بنعله قائلا :
«يا بن اللخناء تقول ذلك في الحسين؟ واللّه لو شهدته لأحببت أن لا افارقه حتى اقتل معه ، واللّه انه لمما يسخي نفسي عن ولدي ، ويهون علي المصاب بهما أنهما اصيبا مع أخي وابن عمي مواسيين له صابرين معه».
وأقبل على حضار مجلسه فقال لهم :
«الحمد للّه لقد عزّ علي المصاب بمصرع الحسين أن لا اكون واسيته بنفسي فقلد واساه ولداى (٢).
__________________
(١) مجمع الزوائد ٩ / ١٩٩ ، معجم الكبير للطبراني ١ / ١٤٠
(٢) تأريخ الطبري ٦ / ٢١٨