ورجعت أم وهب الى خيمة النساء وجعل الكلبي يرتجز :
إن تنكروني فأنا ابن الكلب |
|
اني امرؤ ذو مرة وعضب |
ولست بالخوار عند النكب (١)
وعرف نفسه بهذا الرجز فهو من بني كلب احدى قبائل قضاعة (٢) كما دلل على بسالته الفائقة وشجاعته النادرة ، وحصافة رأيه ، وصلابة منطقه فهو ليس بخوار ولا بضعيف عند ما تعصف الفتن وانما يقف منها موقف الحازم اليقظ ، وبذلك فقد حدد أبعاد شخصيته الكريمة التي هي في القمة من الأحرار.
وشنت قوات ابن سعد هجوما شاملا على مخيم أصحاب الامام فتصدوا لها على قلتهم وجثوا لها على الركب وشرعوا لها الرماح فلم تتمكن الخيل على اقتحامهم ، وولت منهزمة ، فرشقهم أصحاب الامام بالنبل فصرعوا رجالا ، وجرحوا آخرين (٣) ومنيت قوات ابن سعد بخسائر فادحة ولم تحقق أي نصر لها.
__________________
(١) المرة : القوة في العقل والدين ، العضب : قوة المنطق وصلابته.
(٢) قضاعة : من قبائل اليمن التي نزحت الى الكوفة
(٣) تأريخ ابن الأثير ٣ / ٢٨٩ ، الارشاد (ص ٢٦٤)