وندد جماعة بخروج الامام ، وشجبوا اعلانه للجهاد لأن فيه تصديعا للحكم الأموي الذي كانوا ينعمون بخيراته وصلاته ، وقد قال بمثل مقالتهم بعض المتأخرين من الكتاب الذين اندلعت اقلامهم تحمل شررا من نار لنقد الامام على خروجه على حكومة يزيد التي لا تحمل اي طابع شرعي ، وهذه آراؤهم.
وندد عبد اللّه بن عمر بخروج الامام ، ونعى عليه الدخول في المعترك السياسي فقال : «غلبنا الحسين بن علي بالخروج ولعمري لقد رأى في ابيه واخيه عبرة ، ورأى من الفتنة وخذلان الناس لهم ، ما كان ينبغي ان يتحرك ما عاش ، وان يدخل في صالح ما دخل فيه الناس فان الجماعة خير» (١).
__________________
(١) تذهيب التهذيب ١ / ١٥٢ ، تأريخ الاسلام ١ / ٣٤٢ ، تأريخ ابن عساكر ١٣ / ٦٩ ، وجاء في تذهيب التهذيب ١ / ١٥٥ قال الشعبي : كان ابن عمر قدم المدينة فأخبر أن الحسين قد توجه إلى العراق فلحقه على مسيرة ليلتين ونهاه ، وقال : هذه دولتهم ان اللّه خير نبيه بين الدنيا والآخرة فاختار الآخرة ، وانكم بضعة منه ، لا يليها أحد منكم أبدا ، وما صرفها منكم إلا للذي هو خير ، فارجع فأبى فاعتنقه ابن عمر ، وقال : استودعك اللّه من قتيل ، وجاء في الدر المسلوك للحر العاملي ١ / ١٠٦ ان عبد اللّه بن عمر أشار على الحسين بصلح أهل الضلال ، وحذره من القتل والقتال ، فقال له الحسين : يا أبا عبد الرحمن أما علمت ان ـ