٣ ـ ان خروجه في ذلك الوقت الحساس كان من أهم الوسائل الإعلامية ضد السلطة في ذلك العصر فان حجاج بيت اللّه الحرام قد حملوا إلى أقطارهم نبأ خروج الامام في هذا الوقت من مكة وهو غضبان على الحكم الأموي ، وانه قد أعلن الثورة على يزيد ، ولم يبق في مكة صيانة للبيت الحرام من أن ينتهك على أيدي الأمويين .. هذه بعض الأسباب التي حفزت الامام على الخروج قبل اتمام حجه.
ولما علم ابن الزبير بمغادرة الامام إلى العراق خف إليه يسأله عن مسألة لم يهتد إليها فقال له :
«يا بن رسول اللّه لعلنا لا نلتقي بعد اليوم ، فأخبرني متى يرث المولود ويورث؟ وعن جوائز السلطان هل تحل أم لا؟»
فاجابه (ع) «أما المولود فاذا استهل صارخا .. وأما جوائز السلطان فحلال ما لم يغصب الأموال» (١).
ولم تكن عند ابن الزبير أية بضاعة فقهية فراح يستفتي الامام في مثل هذه الأمور الواضحة ، والغريب انه مع هذا الحال كيف يتصدى لامامة المسلمين وخلافتهم؟!!
__________________
(١) مرآة الزمان في تواريخ الأعيان (ص ٦٧) من مخطوطات مكتبة امير المؤمنين.