مررت على أبيات آل محمد |
|
فلم أر مثلها يوم حلت |
فلا يبعد اللّه الديار وأهلها |
|
وإن اصبحت منهم برغم تخلت |
وفيها يقول دعبل الخزاعي :
مدارس آيات خلت من تلاوة |
|
ومنزل وحي مقفر العرصات |
وحزن الهاشميون على سيد الشهداء كأشد ما يكون الحزن واللوعة فاستمروا في النياحة عليه ثلاث سنين وكان مسور بن مخرمة وابو هريرة والمشيخة من أصحاب رسول اللّه يأتون متسترين فيستمعون ندبتهم ، ويبكون بكاء مرا (١).
وخلدت عقيلة آل أبي طالب الى البكاء والنياحة على انقراض أهلها (٢) وكانت لا تجف لها عبرة ، ولا تفتر عن البكاء ، وكلما نظرت الى ابن اخيها زين العابدين يزداد وجيبها وحزنها (٣) وقد نخبت المصائب قلبها حتى صارت كأنها جثة هامدة ، ولم تبق بعد الكارثة الا سنتين حتى سمت روحها الى الرفيق الأعلى.
__________________
(١) دعائم الاسلام ١ / ٢٣٠
(٢) الوافي في المسألة الشرقية ١ / ٤٣
(٣) مقتل الحسين لعبد اللّه